لغتنا والمسا كين …
د.ريم سليمان الخش-فرنسا
(على لسان مسكين:
.
أراودها فتزداد امتناعا
وتعطي العابثين بها تباعا
.
ألي منها الِسلال مفرّغاتٌ ؟
وهم صرفوا معاجمها انتفاعا !!
***
أرى حظّي يُسطّرُ من حروفٍ
أظلّ على تهجُئها التياعا
.
شقاءٌ ثمّ دمعٌ ثم صبرٌ
وهم رسموا سعادتها انطباعا
.
وهم ورثوا الثراء وذاك ثوب
له تأتي حواشيه سراعا
***
حروفك لم تَعِدْ فقري بريحٍ
وقد زاد انغلاقك بي اتساعا
.
فكيف أذودُ عن ضادٍ تأذت؟
وعزيَّ من صروف الدهر ضاعا؟
***
لنا وطنٌ يغرّقنا بفقرٍ
ويمنعنا عن الجهل ارتفاعا !!
.
أيسجنني العزيز بجرم لحنٍ
وهم سرقوا من الفصحى الصواعا !!؟
***
أيتقن سرّ لفظك جاهليٌّ ؟
ولم تبلغ سليقته الرضاعا !!؟
.
لقد أوصى النبيّ بنهل علمٍ
حريٌّ بالوصية أن تُطاعا
.
وما طلب التنوّر غير طوب
به نبني من العزّ القلاعا
.
وحقٌ للشعوب بأنْ تُرقى
وتبلغ في معيشتها اليفاعا
.
فإنْ يكُ في البلاد فساد حكم
سننتزع الحقوق بها انتزاعا
***
وكيف لحافيَ الأقدام مضنى
بأنْ يُؤتى اكتشافا واختراعا !!؟
.
أو المسجون في كهفٍ سحيقٍ
يُمنّيها انزياحا مستطاعا؟
.
أيمتهن الغرام مع انكسارٍ ؟
ألا يحتاج عزما والتماعا ؟
.
أيتقد الخيال بلا وقودٍ
ومن دهرٍ نبدده ضياعا !!
.
ولا رشدٌ يكون لنا ضياء
ونمضي في متاهتنا هِزاعا
.
ولو كنّا بقبّتنا نجوما
تلألأنا بناظرها شعاعا
***
تروّعنا ولاءاتٌ تتالت
لألسنةٍ تهددنا اقتلاعا
.
فتغزو كلّ قطبٍ مستنير
تُعجّمه ليتبعها طِواعا
.
فلا نحن ارتقينا شمس علم
ولازدنا محاسنك اتساعا
***
أخي قد كان من رضعات ثدي
ولم تحفظ روابطنا الرضاعا
.
لنا منها المناقب نائمات
وتوقظنا مثالبنا نزاعا !!
.
فما انقشعت غبار الحرب عنّا
ونحن بها نحرّضها اندلاعا
.
ولاعدنا لأطلال توارت
لكي نحميْ تفرّدك المُضاعا !!
***
على أنّ اخضرارك ملء روحي
وأشتمّ العبير لك اندفاعا
.
على أنّ اشتهاءك قد تبدّى
بهيكل من يُصافيك النخاعا
***
يراعُ المحدثين على انفتاحٍ
تجرّد من هويته فضاعا
.
على أنّي أقاوم سيل غربٍ
ودفق دمي يُخزّنك ارتجاعا
.
وإنّي في هواك ذبحت قلبي
يسيل جوى نداءً أو يراعا
.
وهل لي توبة عن بحر أنثى ؟
أزيد به مع الغوص ارتفاعا ؟
***
غنيٌّ رغم عجزي وافتقاري
فضمّيني شعورا واقتناعا !!
.
فلا أبغي العزوف عن افتتاني
إلى أنْ يُعلن الصورُ الوداعا
.
اللغة من منظار آخر …