سنة عظيمة: تعلمت الصمت وكتبته

نداء يونس | فلسطين

Frederick Sands Brunner (1886 – 1954) Pennsylvania

شعبي الفلسطيني المقاوم والصامد.. كل عام وأنت في القلب

كل عام وأمهات أبطال جلبوع الستة وأمهات شهدائنا وأسرانا والمناضلات خصوصا في القدس بألف خير، أساتذتي وأصدقائي والأعزاء الأحبة وشعبي الفلسطيني المقاوم والصامد…كل عام وأنت في القلب: قويا وعزيزا وعصيا على المحو والانكسار 

هذه السنة!

تعلمت أن النجاح هبة، إنه ليس معركة: ليس انتصارا ولا هزيمة، لذا كنت أستمتع ولا أقاتل.

تعلمت أنك حتى وإن تنازلت أو ابتعدت أو تجاهلت أو استغنيت أو تركت أو تعبت، سيبقى اللئام غير مصدقين، سيستمر الأذى والترصد والتشويه وافتعال الأزمات.

تعلمت: لا تبتعد وكف عن تضييع سنوات من الوقوف على باب اللئام.. كانت سنوات طويلة جدا وقاسية ومرهقة وقاتلة وتستنزف، لكنها أيضا ولدهشتهم صنعتك رغما عنهم وأثبتت أنك لست بحاجتهم كي تكون.

كل منع عطاء.

تعلمت أن سوء الفهم أو النميمة أو الخوف منك ما يدفع إلى الإساءة إليك.

اعذر وحاول أن تغفر. لست السبب إلا بمقدار تميزك وهذا نورك الداخلي. 

تعلمت: يمكنك تغيير نفسك، لكن لا يمكنك تغيير السفلة والسفهاء.

تعلمت: أسوأ شخص هو المنافق: من يكاد يقبل قدميك وخلفك يتقوَّل عليك،

بقية البشر يمكن إصلاحهم.

تعلمت: صدق حدسك فقط ..

تعلمت: إذا استطاع اللئام تحويلك إلى نسخة منهم فقد انتهيت، لهذا ابتعد حتى لو دمروك.

تعلمت: الإناء المكسور لا يحفظ الماء وكذا خائن الود.

تعلمت: ليس كل من يقترب منك يحبك، هناك من يقترب منك ليتأكد أنك تستحق غيرته وأن ما لديك أكبر منه ولا يمكنه بلوغه لذلك ينقلب عليك.

تعلمت: أفضل الناس من لا يشتري محبة الناس بمجاملتهم وأعظمهم من لا يشتريها بخوفهم منه …

تعلمت: إن كرهت فلا تفجر.

تعلمت: لا خسارة تستحق أن نأسى عليها سوى خسارة الكرامة وعزة النفس.

تعلمت: لا تضيع ما وهبك الله إياه خوفا من أحد أو لتجب أحد. هبات الله أعظم من أي شيء . الناس لن يكفوا.   

تعلمت: أنك تعاني أكثر إن كنت امراة، لكن الأشياء نفسها تحصل للرجال أيضا وللأسباب ذاتها.

كان العام الماضي كريما بالقصص التي تؤلم عن اللئام وأفعالهم.

تعلمت: نجاحك يقرّب منك الأصدقاء وأشباه الأصدقاء والأحجار في الطريق كما يدفع حتى أحب الناس للتخريب.

لا تتفاجأ أبدا وحاول أن لا تنجر إلى تبرير افعالهم.

تعلمت: هناك من لا يستطع أن يكتم كرهه وصغره وأنانيته، راقب الوجوه والأفضل أن تراقب المواقف.

تعلمت؛ عندما تتقاتل الكلاب، تصبح أنت إما عظمة أو درعا.

تعلمت: لن يكفوا.

تعلمت: لا حال يبقى، لكن في حالنا، التغيير شكلي فقط خصوصا في حالنا المائل.

تعلمت: عندما تقول لأحد أحبك يجب أن تكون قادرا على الوفاء لهذا الحب مهما حصل. لا تقلها كثيرا ولا للكثير.

تعلمت: اشكر الجميع أيا كانوا. هناك أشياء لا تصنعك إلا إذا قلتها.

كانت سنة ساحرة رغم كل شيء، يكفي أنه وبفضل أساتذتنا ومحبينا وأصدقائنا ما زلنا نحس بطعم الحياة ويمكن أن يجلس أحدنا إلى نفسه ويقول لثقته بهم أو بما فعلوه: تعلمت  …

 سنة رائعة فعلا … لم أندم إلا على شيء واحد فقط، وشيء آخر لا أعترف به كثيرا: المثالية ورغبتي بالكمال. بطيخ يكسر بعضه وبالآخر أو بتزبط أو ما بتزبط وببتعلم.

في هذه السنة لم يغلق بابا إلا وفتح عشرة غيره، ولم أفقد أحدا إلا وكان عوضي كبيرا

سنة عظيمة: تعلمت الصمت وكتبته وتعلمت أن أقول لا لأي مصدر أذى ما عدا واحد وسأقولها غالبا.

سنة للبدايات: تعلمت فيها أنني ما زلت أستطيع أن أحلم وأنني لم أتعلم الكثير بعد، ما زلت في بداية الشوط الثاني من كل شيء.

سنة أحبها … وأحتفي بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى