حرِّرْ قَريضَكَ مِن زنازينِ الهَوى

عايد الجابري-شاعر عربي فلسطيني

حرِّرْ قَريضَكَ مِن زنازينِ الهَوى
عَجبًا تُردّدُ لَحنَكَ المَعروفَا

.
وتُقلّبُ الكَلماتِ بينَ مُفارقٍ
أو عائدٍ بَدأ اللّقاءَ أليفا

.
جَمعَ الصّباحُ قلوبَكم ورأيتَه
عِندَ المَساءِ مُجافيًا وعَزوفا

.
ولقد حَفظنا ما لَقيتَ مِن النّوى
ورماكَ حِبُّكَ خِنجرًا وسُيوفا

.
وإذا يُقاسُ بِقَيْسهم ما ذُقتَه
كانَ التّجنّيَ واضحًا مَكشوفا

.
فَعرضتَ نفسكَ للغرامِ كَدُميةٍ
وخُمورُ أنْسِكَ أُشْبِعتْ تَوصيفا

.
هلّا نَظرتَ لِحالنا إذ تشتكي
عِشنا الحياةَ زَلازلًا وخُسوفا

.
وبِنا مِن الآلامِ ما غطّى المَدى
وجَعلتَ شِعركَ بالجَوى مَرصوفا

.
ولَكمْ على قَبرِ الأنيسِ حَرائرٌ
صَرختْ تُنادي قادرًا ولطيفا

.
وبِرغمِ فَيْضِ النّائباتِ وما جَرى
الثّدي تَحفظُ طاهرًا وعَفيفا

.
ورَمتْ على كَتفِ الزّمانِ صِغارَها
شَبِعَ الظّلامُ بليلهم تَخويفا

.
الجوعُ ينهشُ إنْ ذَكرتُ قُلوبَهم
ويْحَ الأمانِيَ إنْ يَكُنّ رَغيفا

.
ويَحوكُ للوطنِ السّليبِ بليله
مَنْ باعَ أمنًا واشْتراهُ حُتوفا

.
ويُقَلّدُ الأوباشُ دِرعَ حَصانةٍ
ويَموتُ قَهرا مَن يَكونُ شَريفا

.
ويُدانُ مَن يَرجو السّلامةَ للورى
ويُرى لِجزّارِ الأباةِ خَروفا

.
وإذا نَسيتُ بِأمرِنا لا يُنْتسى
الطّبعُ أصبحَ سيّئًا وعَنيفا

.
لم تُخفِ ما تَحوي البواطِنُ بَسمةٌ
وأرى التّجمُّلَ بالرّضا تَغليفا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى