‏زاحمنا الغناء

سائد أبو عبيد

البِذرةُ انتصَبتْ أخيرًا

والسَّحابةُ حينَها

رَسَمتْ لها وجهًا على شريانِها قَطَراتِ ماءْ

الوردةُ اكتملتْ

فغازَلها يدُ الفلاحِ

قلبي

والنَّدى المُنسابُ

فانبثقتْ بعطرٍ فوقَ نَهدٍ مُورِقٍ

طافتْ فراشاتُ الحَدائِقِ حولَهُ

لكأنَّها مِنْ شِدَّةِ اللَّهفاتِ غَطَّتهُ السَّماءْ

اللَّهفةُ اتَّسَعتْ على بابِ القَصِيدَةِ

حينَما شاغفتُ أُنثى في صباحٍ كانَ يتبعُها معي

فلربَّما يَحظى ببسمَتِها

وأَحظى مثلُهُ بدماثَةِ الهَمَسَاتِ

أنسى من أنا

فأنا بكاءُ النَّايِ في صوتي

ووشَّمَني السَّفرْ

سَوَّرتُ نفسي بالبَنَفَّسَجِ

أُقحوانُ حبيبتي مِلئي

أُشَهِّي فِيَّ أُغنيتي

طليقًا قُمتُ أَعدو للضِّياءْ

كذبًا تُعرِّي الرِّيحُ صوتي من أَغانيها

ومن تهليلِ شوقِ حمامِها

بللَّتُها بالشِّعرِ إذْ ضَجَرتْ فصولَ اليابِسةْ

يا أَيُّها الوقتُ انتظرني

وانتظرْ أنثايَ

تخبزُ لي شُموسًا

تربطُ الغيماتِ فوقَ النَّزفِ

يلزمُنا انتباهُكَ

قدْ ضَجرنا منكَ

تخذلُنا وتلبسُنا سَوادَ اللَّيلِ

قدَّرتَ الشَّقاءَ لنا

فأثقلَنا الشَّقاءْ

برقٌ بندهي مَسَّ جرَّتَها \ خوابيها

تَكوَّرَ في البعيدِ ثعالبُ الحزنِ القديمةُ

والغزالةُ راقصتْ مرجَ السَّنابلِ

بيننا نَفَرَ القرنفُلُ عن غياهِبِنا

ومن لَهَبِ الحَرائقِ في القصيدةِ صارَ يجري للفَناءِ سَديمُنا

وجهي توضَّأَ من قبابِ الغيمِ

وسَّعَني اشتهاؤُكِ لي

على جسدِ المَرايا في ضحاضيحِ الحقولِ رأيتُني

ورأيتُها نعرى الخريفَ

يفز ليلكُها بِها

وتقومُ نرجستي بكامِلِ عطرِها..

انسابَ الرحيقُ بعطرِ إِبطيها

ودوَّخَني البَهاءْ

هللَّتُ أَحرفَها بأَوتارِ الكَمانِ

غزالتي رقصتْ

فزاحمَنا الغِناءْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى