ما بينَ شَوقَين…
ستار الزهيري | العراق
الأفقُ يَهمسُ للنَّدى أشواقا
أن الثُّريا أنجَبَتْ عُشّاقا
فالسّاكنونَ الغيث أوقَدَهُمْ جَوىً
والغَيثُ لا يُطفي الجَوى الحَرّاقا
مرَّ السَّحابُ على مَنازِلَ أنجمٍ
فأعارَها من شَوقِهِ أطواقا
والرَّاكبونَ الغَيمَ قالوا لمُزنَةٍ
هوِّنْ عليكِ .. نُكحِّلُ الأَحداقا
وتَهَيَّئَتَ دنيا المُروجِ لمَحفَلٍ
حتّى يُزَيِّنَ عطرُها الآفاقا
سيباركونَ الصّبحَ .. غُرَّةَ وَجههِ
من حيثُ مكَّة لَوَّحَتْ إشراقا
عَجَباً لأَهلِ الأرضِ كانَ ذهولُهُمْ
أن أنجَبَتْ بطنُ العُلا العملاقا
أوْ شُقَّ جانبُها المَكينُ لفَرحَةٍ
وتصَدَّعَتْ جدرانُها إشفاقا
مُتَعَجِّبونَ بِرَفْعِ رُكْنٍ واحِدٍ
وتَعجبي لِم لَمْ تكُنْ إطﻻقا
ما قيمةُ الشَّقِ ..استَفَزَّ شغافَكُمْ
وهوَ السَّما شَقَّتْ لَهُ الأطباقا
هذي الملائكُ من عوالمِها أَتَتْ
قد مَلَّكَتْهُ العِزَّ والأَعناقا
مَضَتْ القرونُ وحيدرٌ في أفقِنا
مازالَ بيرق أمَّةٍ خَفّاقا
لَو تَسألُ المِحرابَ .. مِمَّ سقامُهُ
لأتى عَليّاً يَطلِبُ التِّرياقا
لعليّ ألفٌ من جواهِرَ أحمَدٍ
فَلِمَ القَلى لو يسكنُ الأَعماقا
الكُلُّ وَهمٌ في الوجودِ وحيدرٌ
تاريخُ فَتْحٍ .. بَرهَنَ المُصداقا
دَع عنكَ سيفاً والملاحمَ والقَنا
وانظُرْ جلالاْ يُنْعشُ الأذواقا
فعليُّ إنسانٌ وقِبلَةُ شاعرٍ
ومجازُ حسٍّ جاوَزَ الإرفاقا
وعليُّ ذاكَ الحُبُّ تَحملُهُ الدُّنى
كيما تَصبُّهُ للوَرى غَدّاقا
أنفاسُ صُبْحٍ أوْ رَحائِبُ رحمَةٍ
أوْ موجُ عطرٍ يَمسَحُ الإرهاقا
فإذا نَظَرتَ السّالكينَ لِرِفعَةٍ
كانَ ابنُ هاشِمَ جَحفَلاً سَبّاقا
وعليُّ آوى المُعدَمينَ لِظِلِّهِ
فهَلِ انتقى أو مَيَّزَ الأعراقا
أبناءَ بَدرٍ لا تُجافوا نَهجَهُ
إنّي أخافُ عليكُمُ الإِخفاقا
فعليُّّ ذاكَ المُستَحيلُ على الضِّيا
أنْ يَحتَويهِ ويَخلَعُ الإِملاقا
أأبا الحسينِ أريدُ حِفظَ وريقَتي
هذي إذا حرقوا غدا أوراقا
.
