خجول الطرف

صلاح ريان / فلسطين 

أقولُ وليتَ شعريَ ما أقولُ
أراضٍ أنتَ عنّيَ أم عذولُ

أراضٍ أنتَ عن قولي حبيبي
أمامَ الناسِ . يحبِسُكَ الذهولُ

فديتكَ ما نزعتُ يَدَاً ولكن
عَجِلتُ ومن بِهِ وَلَهٌ عجولُ

ذبحتُ على دروبكَ سوءَ ظنّي
وكذّبتُ العواذلَ ما تقولُ

وقلبي في الغرامِ يَدُبُّ حَبوَاً
ونفسي في الهوى بكرٌ بتولُ

وقمتُ إليكَ أسرجتُ اشتياقي
على شَفَةِ الودادِ لهُ هُطولُ

له في البوح إشراقٌ عجيبُ
ولو تدرينَ ليس له أُفولُ

له رِئةٌ ، له قلبٌ ونبضٌ
له ما ليس تدركهُ العقولُ

حروفي كوكبٌ والحُسنُ شمسٌ
تطوفُ على اللواعجِ لا تقيلُ

أميلُ إذا ذُكرتِ اليّ شوقا
وقلبي إن خطرتِ له يميلُ

أظنكِ تذكرينَ غداةَ كانت
تخرُّ أمامَ نجوانا الفحولُ

قُبَيلكِ ما رفعتُ لها لواءً
ولا دُقَّتْ لأشعاري الطبولُ

ملأنا صفحةَ التاريخِ نظماً
ويُعيي غيرَنا فيها الدخولُ

لنا إن قيلَ في العشاقِ قولٌ
بكل محافلِ الدنيا مُثولُ

وإن نزلتْ بساحتها الأماني
لنا في كلِّ أُمنيةٍ نُزولُ

أثارت في الحشا نظمَ القوافي
وشرحُ إثارتي فيها يطولُ

أثارَ قريحتي للنظمِ رمشٌ
إذا سالتْ مَدامِعُهُ كسولُ

عشقتُ بها ضِرامَ الشوقِ عصفاً
وحيّرني بها طرفٌ خجولُ

عشقتُ الصدقَ في روح الأماني
فصدقُ القولِ في النجوى رسولُ

إذا نظرتْ إليّ أقولُ ماتتْ
ويُنقذها من الموتِ السدولُ

وإن شهقتْ بسطتُ يدايَ خوفاً
وبانَ عليّ من خوفي النحولُ

أفوح شذىً اذا أقبلتَ تسعى
وإن أدبرتَ عاودني الذبول

زجرتُ مَطِيّتي في كلِّ أرضٍ
يلوحُ لناظري فيها الوصولُ

دروبي دونهم كأداءُ لكن
إذا عبرتْ مُعذبتي ذَلولُ

إذا طافَ الحنينُ بنا ترانا
مروجَ الحَبِّ تغمُرُها السيولُ

يُزيلُ مخاوفَ العشاقِ وصلٌ
وخوفي عندَ وصلِكِ لا يزولُ

مآلُ العشق بينَ الناسِ قُربى
إلاما ما تُجرِّعُني يؤولُ

إذا بالغتُ في بوحي لأني
لديَّ على مُبالغتي دليلُ

دليلي أنّ مُلهمتي دوائي
وما ألقاهُ ليسَ له مثيلُ

وذكري للجمال بهِ جموحٌ
(ووجداني) له باعٌ طويلُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى