اثنان ُ إنّا في الجوى اثنان ُ…
نور الدين اللباد-شاعر ودبلوماسي سوري
اثنان ُ إنّا في الجوى اثنان ُ
أنا و الحمامة في النوى صنوان ُ
أنا ياحمامة ُ موجَع ٌ في غربتي
ما بال شجوكِ مؤلم ٌ حيران ُ
تبكين َ من حر ّ الفراق بلوعةٍ
و أنا الذي أبكاني َ الإنسان ُ
أنا ياحمامة ُ كاد يذبحني النوى
ويكاد ُ يقتلني الجوى الهيمان ُ
و تئن ُّمن وجع الحروف قصيدتي
و يكاد ُ ينفر ُ من دمي رمّان ُ
و تفز ُّ مع نبض الشغاف أيائل ٌ
و تجوب في مرمى الرؤى غزلان ُ
ويجوح ذئبُ الليل خلف مواجعي
فيضج ّ شوق ٌ موجع ٌ سهران ُ
و أروم ُ أصرخ ُ ملءَ كلّ جوارحي
لكن ّ صوتي متعب ٌ حيران ُ
رغم انسياب الماء في رقراقه ِ
ما زلت ُ أشعر ُ أنني ظمآن ُ
عَطِش ٌ أنا لترابها و لمائها
لعيون ِ فجر ٍ دمعها هتّان ُ
إنْ كان شدوك ِ ياحمامةُ موجعاً
ماذا أقولُ ؟ وفي فمي نيران ُ
إن كنت ِ فارقت ِعشيراً مخلصاً
فأنا و أنت ِ في النوى سيّان ُ
لم أهجر الأوطان إلا ّ عندما
فيها ،استبد َ الظلم والطغيان ُ
هُم طارئون على البلاد و إننا
جذر التراب و غصنهُ الريّان ُ
سأعود يوماً ياحمامةُ للضحى
وغداًستزهر في دمي الأوطان ُ