هنالك استهداف غير مسبوق للحضور المسيحي في مدينة القدس وهذا استهداف وتطاول على شعبنا كله

المطران عطا الله حنا | القدس العربية المحتلة

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن هنالك استهدافا غير مسبوق للحضور المسيحي في مدينة القدس وذلك بوسائل معهودة وغير معهودة وبأنماط خبيثة هدفها النيل من الحضور المسيحي التاريخي والعريق في هذه البقعة المقدسة من العالم .

إن استهداف باب الخليل وابنيته التاريخية واستهداف باب الجديد وتغيير ملامحه وطابعه انما تندرج في اطار مخطط مدروس من قبل السلطات الاحتلالية بهدف النيل من الحضور المسيحي في مدينتنا المقدسة واضعافه وتهميشه .

وبالطبع فإن ما يتعرض له المسيحيون يتعرض له ايضا المسلمون فهذا الاحتلال يستهدفنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد وان تعددت انماط هذا الاستهداف واساليبه ولكن الغاية واحدة وهي اضعاف الحضور الفلسطيني الوطني في هذه المدينة المقدسة .

ان ما يسمى بالعالم المسيحي انما يغضون الطرف عما يحدث في المدينة المقدسة وكأنه لا يعنيهم الامر في حين اننا يجب ان نُذكر الكنائس المسيحية في العالم شرقا وغربا بخطورة ما يحدث في القدس فاستهداف الحضور المسيحي في المدينة المقدسة هو تطاول على كل الكنائس والمرجعيات الروحية المسيحية في عالمنا لا سيما ان فلسطين هي مهد المسيحية وارض القيامة والمهد والبشارة والفداء والنور .

نتمنى ان يصل صوت كنائس القدس ومسيحييها الى كافة الكنائس المسيحية في العالم فكفانا استعمالا للغة الدبلوماسية المنمقة لكي لا تنزع هذه الجهة او تلك وكفانا خطابات لا تغني ولا تسمن فإفراغ القدس من مسيحييها وحضورها المسيحي الاصلي والاصلاني انما هو استهداف للمسيحية برمتها ولذلك فإننا نتمنى من الكنائس في العالم بأن تتحرك نصرة لكنائس القدس ومسيحييها قبل فوات الاوان ، فنحن لا نريد ان تتحول كنائسنا الى متاحف يؤمها الحجاج والزوار فحسب بل نريد ان تبقى كنيستنا كنيسة حية بمؤمنيها كنيسة البشر وليست كنيسة الحجر .

هنالك تحديات وجودية تستهدف الحضور المسيحي وما يخطط للمسيحيين في القدس هو تحويلهم الى جماعة مهمشة ومستضعفة ايذانا بترحيلهم وابعادهم وتهجيرهم من مدينتهم المقدسة .

لقد تضائلت اعداد المسيحيين في القدس وخاصة داخل البلدة القديمة بشكل دراماتيكي “والحبل على الجرار ” وافراغ القدس القديمة من مسيحييها انما هي انتكاسة غير مسبوقة ليس للمسيحيين لوحدهم بل للقدس كلها وللشعب الفلسطيني كله .

ندرك جيدا ان شعبنا الفلسطيني مستهدف في مدينة القدس ولكن نتائج هذا الاستهداف تظهر بشكل اوضح لدى المسيحيين لانهم اقل عددا ، ولذلك فإننا ندق ناقوس الخطر ونتمنى ان يكون هنالك تحرك سريع للحفاظ على ما تبقى من مسيحيين في القدس ومن اوقاف وعقارات مسيحية .

المستوطنون يجولون ويصولون في القدس ويتصرفون بطريقة عنصرية ويوجهون كلماتهم النابية وفي بعض الاحيان تعدياتهم الجسدية ايضا بحق رجال الدين وبحق كل من يلبس صليبا في رقبته اذ ان هنالك مدرسة من هؤلاء المستوطنين المتطرفين الذين يعتبرون المسيحيين جماعة مرذولة وجب شتمها ولعنها واسماعها كافة الالفاظ النابية.

اننا اذ نستنكر هذه العنصرية المقيتة فإننا نؤكد مجددا بأننا نرفض كافة مظاهر العنصرية والكراهية ايا كان مصدرها وايا كانت الجهة المروجة لها وسنبقى كمسيحيين حاملين لرسالة الايمان ومدافعين عن وجودنا وقيمنا وانسانيتنا وسنبقى كما كنا دوما دعاة محبة واخوة وتسامح ، فالتسامح في المسيحية ليست علامة ضعف بل علامة قوة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى