معالي المثقف (5)

الشاعر أشرف حشيش / فلسطين

معالي المثقف !
نصوم محبة فلا تملأ الجو بغضا.  نتوجه لله فرحا ، فلا تفسد الوجود بأفكارك التي تتقيّؤها يأسا وبؤسا ..
نتكئ على قوة الله فلا تضعف أهلك بإحباطك ، وتغيظ مجتمعك بهوانك وإذلالك لنفسك.
ومن حولك نقبل على الله لذة وخشوعا فلا تتصخّر قسوةً ورجوعا …
نصل الأرحام وصولا غير مشروط فلا تقطعها باليأس والقنوط .
فإذا كان عمرو بن كلثوم في جاهليته قال ( صلوا أرحامكم ، تعمر داركم ، وأكرموا جاركم يحسن ثناؤكم) فحري بنا ونحن أمة الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق أن نحفظ هذه الخصال بطيب الوصالز
معالي المثقف!
رمضان من المحطات التي تتعافى فيها الأبدان ، وتستريح فيها الأرواح ، وتسر القلوب بمحو الذنوب ، نتذوق فيها رضا لم تذقه، فتحلق الروح فرحا بالطاعة ، فالروح إن لم تتناول غذاءها الروحاني تمل الجسد والإقامة فيه ،
فكما تعتني بطعام جسدك أطعم روحك حتى تطيب ويطيب الجسد الذي تقيم فيه.
محرومون هم الذين ما ذرفوا دمع الخشوع ،
محرومون هم الذين ما اغرورقت عيونهم بشوق استقبال رمضان ، محرومون أقسى الحرمان.
معالي المثقف !
عودا حميدا للقاء الله والتخلص من غرور الذات ،
روحك العطشى بحاجة لجرعة إيمانية ، فحررها من جحود قيودك ، وإهانتك لها ؛ لتحلق بالفرح ،وتشارك مجتمعك متعة العبادة ، كونك مثقفا وكبيرا وفخما !! ،؛كل هذا لا يمنعك أن تشارك مجتمعك في التمسك بخلقه وهويته وثقافته وفرحته .
كل عام وأنتم بخير
من كتابي معالي المثقف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى