تعقيب الشاعر عمارة إبراهيم على قراءة ثناء الحاج “تحليل الخطاب لنصين من ناقدين”

عمارة إبراهيم | شاعر وكاتب مصري

تقول الناقدة السورية ثناء حاج صالح.. ناقدة وشاعرة سورية ، في مقارنتها النقدية بين نصين نقدين لكاتبين “من المعروف أن تحليل الخطاب الأدبي يطبق غالبا كممارسة نقدية عند قراءة النصوص الشعرية، بدرجة أقل عند قراءة السرد في أجناس أدبية عديدة مثل الرواية والقصة. لكن ما سنفعله اليوم هو مخالفة القاعدة وإجراء تحليل الخطاب في نصين يمثل كل منهما مقالة في النقد” .

وكتبت: إن المقالتين تعالجان الموضوع نفسه هو قضية العلاقة بين الإيقاع الخارجي والإحساس الشاعري ومدي تلازمهما كضرورة أسلوبية لإنجاح القصيدة إبداعيا، والكاتبان متفقان علي أن توفر الإيقاع السليم لا يشفع للقصيدة الخالية من الإحساس كي تكون محسوبة علي الأعمال الإبداعية

وأكدت أن المقالتين تعالجان موضوعا أسلوبيا.

وبدأت في تحليل الخطابين تحليلا علميا صحيحا

وطرحت بعض الأسئلة التي خصتني بها  لأجيب عنها:

تقول: في تعليقها عن الإيقاع الموسيقي بـ (قصيدة الحال)، فما هي قصيدة الحال؟ومن أين جاء بالمصطلح؟، وما الذي يقصده الكاتب بالضبط من هذه التسمية؟

وأكدت أن  كان الأمر كذلك فهذا يصطدم مع القاعدة التي اعتمدها النقاد في تسمية الأجناس في القصيدة.

وقبل الإجابة عن الأسئلة التي توقفت عندها ولم تجد لها إجابات صحيحة من خلال القاعدة الإلهية التي تجلت من السماء منذ سنوات طويلة زادت عن خمسين عاما من دون إضافة واحدة لهذه القاعدة التي تسببت في إرباك المشهد الشعري العربي وجعله يتوقف ويفصل بين الشعرية العربية وغيرها من شعرية العالم في كل هذه السنوات الطويلة

وأنا أسأل الناقدة:

س: ما الذي قدمته القاعدة النقدية التي اتكأت عليها منذ بداية الأربعينات من الألفية الماضية وحتي الآن؟

س: وهل فصلت بين شعرية النظم العمودي وقصيدة التفعيلة فصلا علميا باتا حتي الآن؟

س: هل فصلت القاعدة النقدية العربية بين أحوال الشعرية العربية في أجناسها الثلاث حتي الآن،  بعيدا عن الجنس الياباني المستجد؟

وأنا لن أخرج عن السياق الناقد لك بلغة قدح خاصة مثلك

بل سأطرح رؤية شاعر كتب عبر عمر طويل شعريته في الأشكال التي جعلتها القاعدة النقدية كتابا إلاهيا مقدسا مثل سلفية المذاهب والكتب الوضعية للكتب المقدسة والسنن النبوية التي تأهلت من دون كتب الله حتي بتنا نحارب بعضنا ونكفر بعضنا من خلال الوضعي وليس الثابت.

 

ونفس الحال فقد وصلتم بالشعر العربي أن أوجد شللية لا توجد في  المشهد الشعري غير العربي.

شاعر يكتب رؤية ناقدة، يريد منها الوصول الي نتائج علمية جديدة تتوافق مع الحداثة العالمية في كل شيء،حتي نخرج  من استيراد قديمها ونحطه في مستجداتنا ببلاهتنا وتقديسنا للثابت

يكتب برؤية شاعر يملك دفة الشعرية في مستجدها من بدء تكوينه، حتي يعززها برؤي ربما تجد من لا يقف عند التأصيل النقدي العربي القاتل،وقد أصبح بحيرة راكدة لا تقبل في مجراها نقطة ماء مستجد، حتي منحتنا ركودها وألقت بها وبنا في قبر لا يقبل الحياة

أكتب لأطرح علي عالم اللغة في الزمن الجديد والبيئة الجديدة والثقافة الجديدة وعلي المطلع من الشعرية العربية صيدا جديدا، خرج من عمق البحر لتوه، حتي يجد المشرح الذي يمتلك أدواته ويمكث في معمله بتقنيات المستجد ويطلع بالنتائج سلبا أو إيجابا ….. للأسف لم أجد غير اللغة التي كتبت من مائة عام وتكررت من آلاف ، ممن يطلقون عليهم نقادا.

نعم أطلقت علي الشعرية الجديدة بأجناسها المختلفة “قصيدة الحال”.

هذا المصطلح الذي أسميه هذه التسمية وهي تعبر عن سردية شعرية مستجدة تملك زمام حركية الأفعال الدالة في سياقها الشعري.

لو وجد عالم لغة واحد يهتم بأحوال الشعرية العربية، عبر بيئتها وزمنها ويملك أدواته الحقيقية لقدم مبتدأ لطرح علمي يتفق أو يختلف بدلا من الدرس عن الأسلوبية التي توقفت عند مائة عام مرت علي العرب،بدلا من درس تقليدي فاشل أو ما شابه. وكأنني التلميذ الفاشل الذي لم ينجح في الثانوية العامة

بل ولم يكلف نفسه عناء البحث عن تأريخ من لم يعرف يكتب ، وخرج بجهله عن موضوعية القاعدة النقدية المتوقفة!،

ما قرأته في المقارنة لم يخرج من باحث محرض،  يبحث عن الاختلاف الذي ربما يقدم جديدا بل قدم ماعونا لا يتحمل قدرة ما به من مستجد الطرح الذي يقبل في حده الأدني معمل التشريح العلمي إن وجد.

كتبت رؤيتي التي تبحث عن داعم لها منذ سنوات فائتة ونشرت في العديد من الدوريات وصفحات الصحف المتخصصة وهي فكرتي التي أخذ عنها ناقد ووضعها في التشريح الثابت الكلاسيكي، الذي يؤكد وجهته ويتفق معي في فكرتي التي تعارضت مع توجهات ذائقتك؛ لكن بكتابة عبر الثابت الذي أرهق الشعرية العربية وجعل الشعراء ينزوون في بيوتهم بعدما اعتلت الشللية السلفية منابر الشعر وأظلمت قاعاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى