اغتيال البلد

مصطفى العارف | العراق

 التقيت بصاحب مكتبة موغلة في القدم , يقرأ بنهم في مكتبته الصغيرة التي تقع على الجانب الأيمن من شارع المتنبي , يرتدي بدله قديمة, ويضع على قدميه مجموعة أوراق يدون فيها ما يكتب, وأمامه مجموعة كبيرة من المصادر, والمراجع يلبس نظارة كبيرة وقديمة جدا من الحجم الكبير, وعلى الطاولة توجد مكبرة يقرأ فيها الكلام الناعم, وغير الواضح بقيت على هذه الحال لمدة ساعة انظر إليه من المقهى المقابل للمكتبة, وهو يعمل بجد ونشاط, لفتت نظري قطعة كبيرة معلقة على باب المكتبة مكتوب عليها هنا نعمل الرسائل والاطاريح الجامعية وبحوث التخرج بأنواعها العلمية والأدبية , رن هاتفي النقال -: من معي. -:  احمد أمين رئيس تحرير جريدة العلم . -: أستاذ نبيل اعمل تحقيقا صحفيا عن ظاهرة البطالة, أو كتابة البحوث والرسائل الجامعية المتفشي في المجتمع؟ كانت فرصة جميلة للتعرف على صاحب المكتبة٠ طرقت باب المكتبة فسمح لي بالدخول: صباح الخير أستاذ, اسمي نبيل إبراهيم صحفي في جريدة العلم -:. صباح الخير اسمي دكتور احمد عبد العال٠ طلب مني عمل تقريرا صحفيا عن موضوع كتابة الرسائل والاطاريح الجامعية فهل توافق على إجراء حوار صحفي معك .،- : نعم أريد فضحهم امام الفضايات والصحف كافة. -: ممكن أتوجه إليك بالسؤال الآتي دكتور . – : تفضل .-:  لماذا تكتب الرسائل والاطاريح الجامعية مقابل المال ؟ إلا تعد تلك جريمة يعاقب عليها القانون؟  إلا يحاسبك ضميرك على هذا العمل؟  أجابني قائلا .-: تمت أحالتي على التقاعد منذ سنوات ولم احصل إلى الآن على راتبي التقاعدي, كتابنا وكتابكم وضحك قائلا كنت أظن أنني اعيش آخر أيامي براحة وأمان وانا الذي قدم خدماته إلى الجامعة لأكثر من أربعين عاما علمت طلبتي على الأخلاق والنزاهة والعلم النافع وعندي عائلة كبيرة ولا يوجود عندي مورد مالي اقتات منه, ولماذا تحاسبني؟,ولا تحاسب جشع الأطباء ,والصيادلة سالت دموعه على وجنتيه زوجتي أصيبت بمرض السرطان ولا املك أجور عمليتها الجراحية طرقت كل الأبواب, وراجعت كل الأطباء والمنظمات الدولية ,والتجار ورجال الدين ,لم أتمكن من دفع أجورها حتى فارقت الحياة . ما ذنبها؟ وهي تربوية متميزة درست أجيال وخرجت أجيال ولم تنال أبسط حقوقها من قبل الدولة بلدنا دمر يا ولدي ودمرت أخلاقه وعلمه ومبادئه قالها بألم بلدنا ذبح بسكين الجهل والجهلاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى