دروب الروح

علي موللا نعسان|  أوسلو  – النرويج

هذه القصيدة عبارة عن دراما شعرية ذات طابع اجتماعي إنساني يتسم  بالتخيل الإبداعي لمواقف إنسانية رومانسية، فكرية وفلسفية ذات إرهاصات ترفل بالعزيمة و الصبر تجاه ظروف الحياة و المجتمع الإنساني الماضي بفكرة التشبث بأرض الوطن وتراب الأجداد و جموح الفكر الممزوج بإحساس النقاء والطهر في استمرار متحفز للثبات على مثل الأخلاق و عبقرية الفكر المبدع في إرساء حقيقة الوجدان و الوجود على ضوء منارة الأخلاق و الفضيلة.

في هَدْأةِ الليلِ كم أَنْفَضْتُ أجْنِحَةً
نَمَتْ بخفرِ عُرى وَجْدي و أنْفاسي

///

و رحتُ بينَ نوايا الفِكْرِ أَرْشُدُها
إلى حَنايا الفُؤادِ الوامقِ الراسي

///

فَجالَ طَيْفُ أليفٍ كُنْتُ أرقبُهُ
يهتابهُ السَّعْدُ مَفتوناً بِخَلَّاسِ

///

ضوءٌ سبى في الدُّجى عقلاً و طُهْرَ مُنى
سبُحانَ من هَذَّبَ الكِرْدانَ بالماسِ

///

شدتْ على نخلةٍ أصواتُ قُبَّرَتي
فَأطْرَبَتْ في النُّهى بَوْحَ الصَّدى الآسي

///

و هاجَ وَجْهُ بلادٍ كنتُ أسْكُنُها
يَلْتاعُها العَقْلُ مُشْتاقاً بِنِبْراسِ

///

و روحُ مَبْسَمِها قد أغدقَتْ أملاً
يُضْفي جمالاً أثار الجَوْسَ في الناسِ

///

هرعتُ في لثمِها عبرَ الدُّجى ولِهاً
و رُمتُ بالوَعْسِ أفديها بإحساسي

///

فأومأَتْ لي بغمزِ العينِ راغبةً
ترجو الوئامَ و سؤلاً للهوى الجاسي

///

أين الدِّيارُ التي أغْشى النَّوى غدَها
و ضامَها من عثا أحلامَ مرّاسِ

///

أين اليقينُ الذي قد حاس أفئدَةً
تصبو إلى مِنْحَةٍ منْ قَدِّ ميَّاسِ

///

يا لوعة الروحِ إن النفسَّ قَدْ هجرتْ
مَشاعِراً زَهِدتْ عن شرِّ خَنّاسِ

///

إذ حاكَ إرهاصَها صَبْرٌ وشى يَدَها
تألقاً في الرؤى يسمو بمِرداسِ

///

أينَ ابتسامةُ طفلٍ كان يمْنَحُنا
طُهراً يُحيلُ لنا مرحىً بأكداسِ

///

أينَ الترابُ الذي أثْرى عُرى وَطَنٍ
حابى تُخومَ الهدى شوقاً لأعْراسِ

///

يا صيحةَ العَقْلِ إن الرُّوحَ قَدْ غَمَرَتْ
عواطِفاً وقَرَتْ في عَقْدِ ألْماسِ

///

إلْهامُها قَدْ سبى في سَعْيهِ شَغَفاً
وَعى بِفِكرٍ رُؤى حِلْمي و أطراسي

///

أخلاقُها قَدْ مضتْ في رُشْدِها قُدُماً
بوَصلِ شوقٍ سبى أطيابَ أغراسي

///

إنْ أَوْعَزَتْ نحو فَضْلٍ لَمَّ حكمتَها
زادَتْ على غِبْطَةٍ إصرارَ هَوَّاسِ

///

و ارتادتِ الكونَ عبر الهَجْر ِفي وَرَسٍ
ساهى سهامَ الهوى فيها بأقواسِ

///

راحتْ تواسي كحيلَ العينِ في عَتَبٍ
يسمو على قيمٍ في جيدِها الماسي

///

و قَدْ تَجَلَّتْ بشَعْرٍ هاجَهُ شممٌ
أضحى على جَسَدٍ في العِطْرِ غطَّاسِ

///

يُوامِقُ الروحَ في عزفٍ على وترٍ
طلا عُرى بوحِ أشعارٍ بإحساسِ

///

زاغَ عنْ بصري منْ كانَ يُؤْرِقُها
عَبْرَ الدُّجى في الورى مِنْ عِطْرِ حِلَّاسِ

///

ورحتُ نحو سياجِ الروضِ أسألُها
أين الطريقُ الذي ما خلتُهُ راسي

///

و أرضُها قد بدتْ جولانَ أمزجةٍ
تُضفي ميولاً تَوَشَّى في برى السَّاسِ

///

أفضي إليها شعوراً حاسَ أورِدَتي
و شلَّ فكراً سبى وجدانهُ أغراسي

///

أرنو إليها و خوضُ الشوقَ يأخذُني
إلى مُتون الحِمى في حُزنهِ القاسي

///

عينانِ فيهما طُهْرٌ و خيرُ سُوى
سبحانَ منْ هَذَّبَ الأقدارَ في الناسِ

///

تاهَتْ عن القلبِ مَنْ كانت فضائِلُها
عبرَ الجنى في برىً تُعطى بأكْداسِ

///

و صارَ جُرْحُ الورى يُضْني النُّهى تَعِباً
من العوادي على أجواءِ أغْراسي

///

إنَّ الحياةَ و إنْ أعْتَتْ صُوى تُرَبٍ
فالصَّبْرُ ماضٍ على أحلامِ حسحاسِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى