الفَارجُ أنتَ

د. عز الدّين أبو ميزر | فلسطين

فِي زَمَنِ الرّدَةِ زَمَنِ المَسْخِ
التُّربَةُ فِي وَطَنِي اسْوَدّتْ

///
وَغَزَتهَا أشجَارُ الغَرقَدِ
وَبِهَا قَسِيَت واحتَدّتْ

///
وَعَلَى زَيتِ الزّيتُونِ السّاكِنِ
فِي قَلبِ القُدسِ تَعَدّتْ

///
وَاللّعبَةُ كَانَت فِي مَدرِيدَ
بِيومِ الدّوَلُ بِهَا احتَشَدَتْ

///
لَا نَدرِي كَيفَ وَلَكِنّا
فُوجِئنَا بِالسّلطَةِ وُلِدَتْ

///
وَأرِيحَا شَرّعَتِ الأبوَابَ
وَغَزّةُ لِلفَرَحِ اعتَدّتْ

///
وَالضّفّةُ أعلَنَتِ التّأيِيدَ
وَفِيهَا الأفرَاحُ انعَقَدَتْ

///
وَحَسبنَا زَيتُونَاتِ الغُربَةِ
زَادَت عَزمََا واتّقَدَتْ

///
وَالعَرَبَ إلَى الوِحدَةِ مَالُوا
وَرُؤاهُم عَادَت واتّحَدَت

///
وَبَدأنَا نَجرِي خَلفَ سَرَابِِ
لُمعَتُهُ لِلعَينِ بَدَتْ

///
وَالنّفَسُ تَقَطّعَ مِن لَهَثِِ
وَعَلَينَا الشُّقَةُ قَد بَعُدَتْ

///
وَصَحَا آمُونُ، وَلَحظَتَهَا
أنيَابُ السّمِّ لَهُ امتَدّتْ

///
وَمَضَى كَالحُلمِ وَلُعبَتُهُم
مَا وَقَفَت يَومََا أوْ رَكَدَتْ

///
وَالعَجَلَةُ بِالتّنسِيقِ مَضَت
وَالسّبُلُ عَلَى الحُرّ انسَدّتْ

///
وَلِهَذَا اليَومِ فَمَا كُشِفَت
تِلكَ الأسرَارُ وَمَا رُصِدَتْ

///
والناس بفطرتها عرفت
لِمَ دُفِنَت مَعَهُ وَالتُحِدَتْ

///
وَأتَانَا تْرَمْبُ لِيَهَبَ القُدسَ
لِإسرَائِيلَ كَمَا وُعِدَتْ

///
وَلِيَكشِفَ بِضعَةَ أسرَارِِ
وَمَحَاضِرَ فِي العَتمِ اعتُمِدَتْ

///
وَيُحَقّقَ بَعضَ نُبُوءَاتِِ
فِي سِفرِ أَشِعيَاهُو وَرَدَتْ

///
وَرَأينَا كَيفَ لَهُ انسَاقَت
غَنَمُ الأعرَابِ فَمَا نَدّتْ

///
هَذِي بِذرَاتُكِ يَا مَدرِيدُ
وَتِلكَ سَنَابِلُهَا احتُصِدَتْ

///
وَعَلَينَا نَحنُ الشّعبَ
الأُمَمُ بِقَادَتِهَا اتّحَدَتْ

///
وَتَخَلّت عَنّا أمّتُنَا
وانصَرَفَت جُبنََا واقتَعَدَتْ

///
وَالسّلطَةُ بَعدَ تَمَنّعِهَا
وَالكُرَةُ لِمَلعَبِهَا ارتَدّتْ

///
رَاحَت تَتَكَشّفُ عَورَتُهَا
وَالدّعمُ مَوَارِدُهُ نَفَدَتْ

///
وَافتَقَدَت دِفءَ حَوَاضِنِها
فَإلَى التّنسِيقِ جَرَت وَعَدَتْ

///
وَالغَرقَدُ فَوقَ الأرضِ امتَدَّ
وإسرَائِيل بِنَا انفَرَدَتْ

///
وَبَقِينَا نَحنُ وَعُروَتُنَا
بِعُرَى الرّحمَانِ كَمَا انعَقَدَتْ

///
وِإلَيهِ نُنِيبُ فَلَا مَنجََى
إلّاهُ إذَا الدّنيَا اربَدّتْ

///
لَا الجَهلُ سَيُعفِي مَن أكدَى
وَدُرُوبُ الرّحمَةِ مَا وُصِدَتْ

///
فارَحَمنَا رَبّ فَبَعدُ لَنَا
فِي القُدسِ وَشَائِجُ مَا خُضِدَتْ

///
وَبِمَسرَى أحمَدَ أروَاحٌ
تََتعَلّقُ فِيهِ وَمَا زَهِدَتْ

///
وَبَقَايَا زَيتِِ فِي الزّيتُونِ
إلَيهَا بَرَكَتُكَ امتَدّتْ

///
فَبِجَاهِ نَبِيّكَ وَالأقصَى
وَثَكَالَى بَابَكَ قَد قَصَدَتْ

///
أنْ تَقبَلَ مِنّا دَعوَتَنَا
فَالفَارِجُ أنتَ إذَا اشتَدّتْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى