هروب نحو القرين

علي الخفاجي | العراق

أنا هنا لكني لست موجودا

 وعند وجودي أرحل هارباً ولا تسعني أعراض ولا حدود

أتكلم صمتاً مع الصدىٰ

وجوابه لي راجع بلا قيود

أفهمه ولا يفهمني باعتقاده أنا

خيال شارد وحقيقة وهم

 أو مضمون حشود

يحسسني  بقطرات المطر الفضي

إذ لاسماء ولا غيوم ولا أرض ولاحدود

وهم خيال دخان أو رباب أبيض

ودبيب وطيران ثم صعود

يهمهم لي ليكلمني وأنا جامد فوق الكرسي

أطالعه وأسمع منه لكنه تائه بشرود

وتارةً أقوم من مجلسي وأراني

جالسا في مكاني عيني بعيني أنظر إليَّ بجحود

لن أستطيع التوقف عن التفكير بي

هل أنا موجود أم غير موجود

وساعات أقرص كمالي لأحس بجسدي

وأرى أصابعي تختلف وتتداخل بينها

لكني هنا فهل أنا مفقود

أم لست مولودا

أنا لست أنا وهوه يشبهني وأنا أنظر إليه

بتعجب وكأنه مرآتي

كلانا مزيف نظراتنا بجمود

مازلت جالسا والكرسي يهتز يهتز أنا هو وهو أنا

لكننا هاربان شاردان إلى مثوانا إلى الخلود

هل رأيت عنقود العنب وحباته نحن كذلك متشابهان

أحدهما حلو مذاقه والآخر حامض

 أو قل كلانا حامضان

أنداد أنا وأنا نتصارع على بيت واحد

 أينا يريد الدخول كلانا متصادمان متصارعان

تارةً أركله ومرةً يركلني لكننا نعلم إننا عالقان

ومازال البيت يفتقر لساكنٍ واحدٍ أو لسكان

ومازل الكرسي يهتز من ضرباتنا وصراعنا من زمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى