في بلاط الشعر

د. دعاء رخا | شاعرة مصرية

الشِّعرُ مولى الشاعرين .. تسيُّدا
ودليلُ عاطفةٍ .. تحومُ بلا هدى

صحنٌ، ومحرابُ الكيانِ، صلاتُهُ
لولا العقيدةُ .. ما أبيْتُ تعبُّدا

الشعرُ .. أنْ نعلو لفوقِ مآذنٍ
تكبيرُها .. كَلِمٌ بخمرٍ رُدِّدا

تبدو النواجذُ لو يذاقُ نبيذُهُ
لا من سوى ألمٍ عتَا، فاستأسدا

نسعى له مِن كلِّ مُرٍّ علقمٍ
بل منه نعدو للمرارِ .. مجدَّدا

فهو اللهيبُ إذا انتشينا لحظةً
وهو النعيمُ إذا اللهيبُ تعددا

وهو الذي .. ثلجٌ حَوَتْهُ مواقدٌ
وهو الذي .. نارٌ أبَتْ أن تُخمدا

ويحي أنا؛ كم بتُّ أزهو “ها أنا”
بقصيدةٍ .. وبطيِّها ..كنتُ الفِدا

ويحي، وكم مِن مرةٍ أظما ..
وشعري بالحنايا كم يريقُ المورِدا!

يا ناصحًا .. لا تَنصحنَّ ببُعدهِ
هل من يتيمٍ عن كريمٍ أُبعِدا؟

فوربِّ نفسي، ما البُعادُ معيشةً
هل عائشٌ مَن مِن فؤادٍ .. جُرِّدا؟

لن يَبعُدَنَّ ودون أيِّ نصيحةٍ
إلا لئيمٌ .. إذ يبوءُ .. تمرُّدا

فهو الذي شقَّ الفضاءَ لخيلِنا
نعدو وراهُ على بِساطٍ مُدِّدا

يقطينُ مَن في بطنِ دنياه انزوى
مرسالُ بلقيسٍ .. مسيحٌ أُصعِدا

فإذا رأيتَ البومَ يغزو أيكَهُ
فاعلمْ بأنَّ عُقَابَهُ .. قد بدَّدا

أتُرى بأنَّ بلاطَهُ .. لو جامعًا
هل يشبهُ الصعلوكُ فيهِ السَّيدا!؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى