الرواية مابين الإرهاصات وأسطورة الأنا

نجاة صادق الجشعمي | العراق – مصر

الانسان بالفطرة حكاء..يصوغ الكلام حكايات يتداولها في المجالس والاجتماعات سواء الاسرية او التجمعات الاخرى كالمضايف وجلسات السمر وتبادل الاخبار وهكذا توارثناها عبر الاجيال والازمان واطلقنا عليها مسميات كثر( سوالف، احداث، امثال، تراث، قصص، حكايات، رواية، ومضة…الخ) لكن لكل حكاية وحدث زمن اي فعل مقترن بزمن ومصداقية وقدرة الحكاء في الالقاء فالإنسان هو صانع الجمال والمؤثر والمتأثر بالذات البشرية والمتأصله باستدعاء انماط وسلوكيات كل من الحكاء والمتلقي والواقع المتزامن المتفاعل مع الاحداث بصيغة وصياغة فنية بريشة وانامل فنان اعتاد على تداول وحبكة الافكار والاحداث بصورة أسطورية تراثية واقعية وغالبا خيالية تكونت من ارهاصات دواخل ومعانات الكاتب رغبة منه لاستعراض الحكاية بدلالات بليغة مؤثرة من حيث البناء السردي وادواته ومن حيث الحدث وطلسمته بمحاور وأشارات ووظائف تمكن السارد من ان يضفي ديمومية تواصل المتلقي بشغف للاحداث وفاعلياتها ورغبة وفضول المتلقي في مشاركة الكاتب في الاحداث كأنه شخصية من شخوص السرد سواء كانت قصة او رواية. هنا الكاتب يكون قد نجح في قدراته الإبداعية. بات يأخذ القارئ ويحرك روحه بالاحداث والمشاهد والمقاطع منذ المقدمة والتمهيد وحتى النهاية للسرد(الرواية، القصة ) تعلقا وتحاورا واستكشافا واحيانا استنتاجا..وهذا مقترن ومرتبط بالبناء المعماري للسرد وثقافة السارد( الكاتب ) لكن بعض الكتاب أو بقايا الكتاب ممن تكون كتاباتهم عبارة عن طريقة عمل ( سلطة او ملوخية ) لاطعم ولا رائحة ويكاد يكون الملح اكثر من المعتاد او ملوثة بالزيف والكذب من اجل الصياغة اللغوية دون هوية تؤكد لغة الضاد واحداث تلك الازقة والشوارع والدماء والعشق وتوتر وتواتر الاحداث واختلاط الاشياء فلا حضور للحدث في السرد الروائي هنا يكون الكاتب المجني والقارئ الشاهد او قد يكون جاهل أو فريسة الكاتب اما النص هنا المجني عليه مع سبق الاصرار والخداع بشهوة الاسطورة والضرورة والكاتب العظيم والكبير وووو معجم التسميات والمجاملات على حساب النص الروائي او اي نوع من الأجناس الادبية للاسف نحن امام ازمه اخلاق وعداله ورؤية ثقافية ابداعية ومعايير الكتابة ومقايس نقدية اكاديمية أغلبنا ان لم نكن جميعنا نتكلم ونكتب لكن لانملك لغة الاستماع للاخر او التحاور البناء المبني على اسس ثقافية وضمير ثقافي حر. الكل يظن اننا في ازمة تعنصر طائفي وديني ونتغابى عن ازمة الانسان واحلامه وحصار الاقتصاد وعولمة التجار والفجار والاحبار في مصير الانسانية..الكاتب نبي ورسول الكلمة والقلم والالم والحب داعية لاحياء الارواح في ألغربة والوطن والانتماء مطالبا بإنهاء الحرب وافشاء السلام بالكلام لا الصمت والوصف والزيف..واخيرا وليس آخر الرواية او القصة مهما كان جنسها ونوعها لها سحر تشد انتباه القارئ وهو الارجح ان يتفاعل مع مجريات واحداث الحياة قد يبتعد او يتماهى او يتجاهل او يفتح بوابات الماضي للحاضر والمستقبل وياخذنا الى التأريخ وعصوره وما جرى وماحدث ثم الى المجتمع الذي نحلم ويضع انامل حروفه وكلماته على اوجاعنا وعزلتنا واحلامنا ويرسم لنا الكاتب خريطة واقعنا بمتعة و متابعة حركة وتحاور الشخصيات هكذا يكون الكاتب والروائي المتمكن والمبدع الرائع ذات الهوية والشحنة المتجددة المطعمة بالجمال ومفاصل واقعية الاحداث الحياتيةبتفاصيلها اليومية البسيطة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى