تطبيع عراقي.. وشاعر تسلسل عبر رُقُمِ الطين

جواد الحطّاب | العراق

لعلّ واحدة من جماليات الإحتفائية التي اقامتها (منصة الابداع في بغداد – على قاعة بيت الحكمة) تلك هي المفاجأة التي أعلن عنها الصديق د سعد التميمي، القيّم على إدارة وقائع الإحتفاء بنص الـ”تطبيع عراقي” .. حين أشار الى شاشة السكرين التي تتوسط القاعة، وأعلن أن شاعرا من “مسقط” يريد أن يعلي محبته بهذه الأصبوحة .. لينهمر، مثل مطر ذاك الخميس صوت الصديق، الشاعر الكبير عبد الرزاق الربيعي.. واعتزازا بــ”أبو رزوق” وبصداقة عمر، لا أريد أن أفضح سنواتها أنشر قصيدته التي تقاطعت بالتصفيق أكثر من مرة، مثلما عبّرت همهمات الكثير من الحاضرين عن الإعجاب والدهشة.. أبو أ رزوق.. أيها الولد العذب: تبقى السومري الذي تسلسل عبر رقم الطين حتى وصل إلى عصرنا الرقمي هذا .. وشاركنا أصبوحة الاحتفاء بالشعر.

النص : حطّاب الأيام النيئة

عبد الرزاق الربيعي
إلى الصديق الشاعر جواد الحطّاب:

قبل سنين
دوّنت
على صفحات الطين:
الحرية إمرأة
والمرأة حرية
فإذا صادفت الإثنين معا
حتما سترى يتجوهر خلفهما
رجل غجري
يدعى “جواد الحطاب”

واليوم
تعدّدت الأسباب
ببابل
فيما ظل الموت وحيدا
يمشي في الطرقات
والناس سكارى..
والعربات
تمضي
بالبلدان
إلى مثوى النسيان

الشرطيّ
تخفّى
خلف الأصفاد
وتساقطت الأسنان الذهبية
من أفواه “بنات الريف”

فضاقت (بغداد) عليه
بما رحبت
لكنَ َ(جوادا) ظل يغني
في أذني :

“الوقت حصى
وأنا طباخ الأيام النيئة”

فماذا أعددت لنا
ياحطاب ؟
– رغيفا
من حقل الشمس
وكأس نبيذ
ممزوجٍ ب(دم الأخوين)

لذا
قبل صباح الديك
وقفتَ
أمام دموع الحرية
وهي تسيل
من الأقصى
لتصبّ بشيلة “بدرية”
ساعتها..
ما كان أمام الموت سوى
أن يتشظى
ويصير حطاما

كي تبقى
للعشّاق إماما

وبإزميل الوقت
تطرّز جنّات الأرض
وتملأها شعرا وهياما

وتقول لأحلام الفقراء:
سلاما ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى