محاولة حوار

د. خضر محجز | فلسطين

بنت تقول إنها معيد في جامعة تشرين، ودرست ‏(علوم عصبية سلوكية‏ في ‏جامعة البعث كلية التربية ـ فرع حمص‏) الأخطاء النحوية لها لا من نقلي.
علقت على منشوري المؤيد لروسيا، في حرب أوكرانيا، تعليقاً. ورددت عليه. فكانت هذه المحاولة الفاشلة للتواصل، أنقلها لكم لتروا كيف يتحول الكذب إلى عقيدة، لدى فرق المتدينين الجدد:
قالت:
ـ دكتور باعتبار نحن من العوام، وأنتم أهل العلم والمعرفة، لماذا تؤيد هذه الحرب؟ (لاحظوا أنها تسألني عن تأييدي لروسيا في أوكرانيا ثم تقول وما رأيك بقتل المسلمين في سوريا على يد الوحش الروسي؟
فأجبت:
ــ باعتبارك من العوام ـ كما تقولين ـ فيجب أن تتعلمي أن بعض الشر أهون من بعض. وقد دخل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مكة في حماية مشرك. ثم إن الذين قتلهم (الوحش الروسي) في سوريا، كانوا في غالبيتهم من عملاء إسرائيل وأمريكا.
فقالت:
ــ باعتبارك من العلماء، وأن أطفال سوريا عملاء أمريكا واسرائيل؛ ما رأيك بالنصيرية (العلويين) في سوريا؟ وما رأيك ببشار الاسد. أما إذا كنت لا تعرف الروافض فأنا أتعلم من غيري وأعَرِّفَك فيهم أكثر، أيها الدكتور العالم والمفكر.
فقلت:
ــ ها أنت تكتشفين نفسك هنا، وتعلمين دوافعك في الانتقال من صفوف الطلبة إلى صفوف الأساتذة، وتعلنين فخورة رغبتك في تعليمي. لكن لا بأس وأقول:
ــ لا أعلم أن في سوريا نصيرية، ولكني أعلم أن بها علويين هم أشد ناصري العروبة منذ الاحتلال الفرنسي، ولا شأن لي بدينهم وما يعتقدون، وأما إن قصدتِ المرحوم حافظ الأسد وابنه، فما علمتهما علويين منذ نطق الرئيس حافظ بالشهادتين علناً. ولست خارجيا لأحاكم الناس على ما أظن ضمائرهم تضمره، خصوصاً وأنا أراهم يشهدون الجمع والجماعات.
أما أطفال سوريا، فعلى جانبي الحرب، ولا ذنب لهم، بل لآبائهم المتعالجين في مشافي إسرائيل.
ولا أظن أطفال سوريا هم الذين ذبحوا الناس علنا، وسبوا النساء، وقسموا سوريا أقساما. لكني أظنك ترغبين في أن تكتبي لصويحباتك أنك ناقشت الشيخ خضر وأفحمتِهِ. فالله يسهل عليك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى