أنا وحمق مجال

محمود دحروج | مصر

.

هُـوَ الحـقـدُ يـأتي جُـنْـدُهُ وعجـائِـبُـهْ
وتـخـتـالُ بالـزُّورِ اللـعـينِ مـذاهِـبُـهْ

ويـذهبُ غِـمْـرٌ مـا لـهُ أصلُ مـوضعٍ
فـتـعملُ رغـمَ الـفضلِ فينـا مـخـالـبُـهْ

كـذاكَ فـوغـدُ الـقـومِ حِـلْسُ وقـاحـةٍ
يعيبُ صحيحـًا بينما الـعيْبُ عائـبُـهْ

يـعيـشُ بـشعـرٍ نـهجُـهُ مـثـل عـابـدٍ
وبالـعُـهْـرِ تـُمْــلاْ كَـفُّـهُ وحــقـائِـبُـهْ

ومـا سـاءَهُ بعد السُّـؤالِ إجـابـةٌ
إِذا قُـورِنـَتْ بـالأغـبـيـاءِ مـثـالِـبُـهْ

وأقــدَمَ مِـنْ تـاريـخـهِ كُـلُّ مُـنْـتِـنٍ
وجـاءَتْ إلَى وقـتِ الـنِّـداءِ كـتـائِـبُـهْ

فـمـا ضَـلَّ عندي مِـنْ صغيـرِ فِـعَـالِـهِ
سوى مَشْهدٍ للكلبِ ليسَ يـُناسِـبُـهْ

فبعضُ كـلابِ الأرضِ تدري بفطرةٍ
حـراسةَ بيتٍ مُطْعمُ اللحمِ صاحـبُـهْ

وذاكَ يـَعَـضُّ الكَـفَّ بـعـدَ عـطـائـهـا
ويسعـدُ قُـبحـًا لو أتى الكربَ واهبُـهْ

أراهُ عـلى دربِ الـفسـولـةِ سـائـرًا
وتـلـكَ عـلى طُـولِ الـطـريـقِ مضَـارِبـُهْ

يـَوَدُّ لأجْـلِ الـنَّـفْعِ كُـلَّ مُـنَـافِـقٍ
ولـو أنَّ جيشَ الـبُهِتِ للحـقِّ سالِـبُـهْ

قَضـيَّتـُهُ فـوقَ الـبـلادِ طعامُـهُ
أحـطُّ مـكـانٍ للـظِّـمـاءِ مشـاربـُهْ

يـُبَـدِّلُ باللفـظِ اللعُـوبِ حـقيقـةً
ولم يـدرِ أنَّ الصُّبحَ لليلِ غـالِـبُـهْ

ومهما أظـلَّـتْ بالهجيـرِ سحـابـةٌ
ففي الليلِ للمظلُومِ تبدو كواكـبُـهْ

ويـعـلـمُ ذاكَ العَـبْـدُ حُـمْـقَ مجـالـهِ
ويـرجـعُ تحسُـوهُ الخسارَ مـواكِـبُـهْ

ويحصُـدُ فـقـرًا بـعـدَ إذلالِ نـفـسِـهِ
وتحمـلُ قـهـرًا وابتـذالاً مـنَـاكـبُـهْ

فـإِنْ يـُـبْـصِـرِ الخِـرِّيـتُ ذاكَ تـَرُدُّهُ
عـواقِـبُ حـيـرانٍ رَمَـتْـهُ كـواذِبـُهْ

ليُصبحَ في أرضِ العقولِ سفاهـةً
وكلُّ امـرىءٍ يمضي وتبقى تجاربـُهْ

أرتـنـي مقـاديـرُ المسيـرِ نتاجَهُم
كنهـرِ جـفافٍ قَـعْـرُهُ وجـوانـِبُـهْ

بـهِ جِـيَـفٌ ها أصلُها مِـنْ مـلافِـظٍ
بـها الـدُّودُ تـبـدُو للغبيِّ مـواهـبُـهْ

ليعلمَ غَـرْسُ الـنَّـذلِ أنَّ مكانـَهُ
بقيعانِ قِـيْـحٍ زُوِّجَـتْـها مصائِـبُـهْ

فكم قـاتـلَ الأحـرارَ رافعَ رايـةٍ
بـهـا فـوقَ نـسْـوانٍ تبينُ شـواربـُهْ

وكُـنتُ لَـدُودًا في بـدايـةِ عـهـدنـا
لـيُـنْحَـرَ وغـدٌ أو تـمـوتَ مـآرِبـُهْ

إِذا لامَـنِي صحْـبٌ كـرهتُ ملامَهُم
وبـَيَّـنْتُ أنَّ الـتَّـرْكَ ضَـيْـمٌ عـواقِـبُـهْ

ومـا كُـنتُ أدري أنـني محضُ جاهلٍ
إِذ العُهْـرُ دِيـنٌ لا تـزُولُ عجـائِـبُـهْ

فـرُبَّ صديقِ الأمسِ صارَ مُـبَـدَّلاً
لـوجـهِ عَـدُوٍّ لا تـنـامُ مـعـاطِـبُـهْ

فـإِنْ رُحْـتُ بالتسْـآلِ أرجُـو خبيئـةً
أعُـدْ وجوابي : غَـيَّـرَتـْهُ مكاسِـبُـهْ

فـقـلـتُ : أَغُـنْـمٌ بـعـد قـطـعِ مـودَّتي ؟
فقالوا : وكُـفْـرٌ في الأزِقَّـةِ راكِـبُـهْ

يـُؤلِّـبُ قـومـًا كى تـنـالَ خسارةً
لـيُقْـطَـعَ مـوصُـولٌ ويمُـنَـعَ غـائِـبُـهْ

يـُريـدُ مَـوَاتـًا بالحـصـارِ بـفـتنـةٍ
لكى يحُـرَقَ القرطاسُ يخَـرَسَ كاتِـبُـهْ

وما كُـلُّ أحـقـادِ القبيحِ سـوى الذي
وهبتُ لَـهُ عُـمْـرِي وعِـشْتُ أُراقِـبُـهْ

ومـا ضَـلَّ عـنِّي بالجهالةِ موضعٌ
بـذلـتُ لـهُ بحـثـي فـأقـبـلَ هـارِبـُهْ

وصَـيَّـرْتُ خلفي شهوتي ومـلاعبي
لأجعلَ عشقي في كـتـابٍ أُلاعِـبُـهْ

فـعـامٌ وعـامٌ واكـتئـابٌ وعُـزْلَـةٌ
أُهَـادِنُ حـظِّـي مـرَّةً ، وأُضَـارِبـُهْ

وبـالصَّـبْـرِ تـبـدُو والكـفاحِ قَـصِـيَّـةٌ
ويأتيكَ سَهْلُ الأمـرِ طوعـًا وعـازِبـُهْ

وقـد كانَ ؛ إِذ بالعلمِ صِـرْتُ مُـقَـدَّمـًا
وفـوقَ جبيني قـبَّـلَتني مـراتـِبُـهْ

ولكنها رغـمَ الـنِّـضـالِ جـريـمـةٌ
لـيَخْـرُجَ تـَيْسٌ أطلـقـتْـهُ زرائِـبُـهْ

لينهشَ مِـنْ كَسْبي ، يـظُـنُّ غباوةً
بـأنـِّي كئيبٌ إِذ دَهَـتْـنِي نـوائِـبُـهْ

ألا فاصطبرْ تعلمْ سؤالكَ مَنْ أنـا :
أنـا البحـرُ إِنْ يجـزِرْ بطَـرْفي أُجاذِبـُهْ

وإِنْ تسألِ الأقـوامَ مَـوعـدَ حربهمْ
يـُجِـبْكَ غُـبَـارُ الأرضِ : إِنْ رَفَّ حـاجـبُـهْ

وإِنْ كـنتَ لـفـظًا قـاتـلاً ، فجوابـُهم :
إِذا كُـنتَ سَطْـرًا إنـَّهُ اليومَ شاطِـبُـهْ

وأقـومُ مـا عـنـدَ الحـقـيـرِ فـضـيلـةً
إِذا قـيـلَ أنـِّي كُـنـتُ يـومـًا أُحـارِبـُهْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى