في المنتصف

أليسار عمران | شاعرة من سوريا
لا أقعدنَّ على الطّريقِ وأشتكي، ولستُ في قصرٍ من العاجِ،أجلسُ في المنتصفِ أحاولُ التقاطَ دهشةِ مسكينٍ ناولتهُ ما يحتاجُ دونَ أن يطلبَ وأراقبُ لامبالاةَ سيّارةٍ فارهة كادت تدهسني لأن صاحبها يمتلك سعرَ دمي!
لستُ في ظلالِ الحبّ ولا قيظِ الكرهِ،لستُ فاقدةَ للشهيةِ لأنّ برادي ممتلىءُ ولستُ بينَ جموعٍ تلحسُ الصّحونَ في عرسٍ عند انقطاعِ الكهرباء
لادفءَ يغمرني ولابردَ يقتلني بلْ في منتصفِ بطانيّتي أراقبُ الثّلجَ والحربَ ونارُ الشياطينِ المتواصلةِ التي لا تريدُ أن تشبعَ من التهامِ جوارحِ الأطفالِ في وطني!
لاحربٌ ولاسلامٌ داخلي ،أنا في المنتصفِ لا أريدُ أن أعود إلى الماضي ولا أنتظرُ مستقبلاً يريدُ الوقوفَ على أطلالِ ما أنا عليهِ في هذه اللحظة !
لا أحبّكَ ولكنني لا اكرهكَ لا أنتظركَ ولكنني لا أودعكَ
لستُ قلقةً وبالمقابلِ لستُ راضيةً
لستُ في ساحةِ الرّقصِ مع المجانينِ،ولستُ في جلساتِ العزاء التي لا أطيقُها
لستُ حاقدة ولكن لن أصالح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى