أدب

وما يُدريكَ

بقلم: سناء شمة

عسعسَ الليلُ إذ يطرقُ نافذتي
يكدمُ قلبي بشارداتِ الأنجمِ
كانتْ مصابيحُ الدُجى مسفِرةً
تفرشُ القحطَ بأفانين الأشواق
حثيثُ نبضهِ يقلعُ مدافني
كأني في صبابةِ الناعسات
أينَ هواكَ الّلجوج في مقلتي ؟
أطفأتَه بدِلاءِ الجورِ متنطِّعاً
أما تدري بأنّكَ مفقود
تزحفُ بأيامِكَ إلى انتهاء
ملأتَ بِئري بأحجارِ السواد
حينَ أصبتَ الفؤادَ بسهمٍ عواج .
كنتُ أحسبُكَ فيضاً من أرماء
تجودُ بها على أوردتي
وأعانقُ السُها بأدجاجي
أعبرُ قارّةَ الزُهدِ بأجنحةِ ودادي
لكنّكَ فقأتَ ناظري بأعوادِ تكبُّرٍ
وسكبتَ عطرَ الأشواق في فجاج .
هل عساكَ ترجعُ من رَمَدٍ ؟
إن جَهرتَ بصلاتكَ ندَماً
ماعادَ ينفعُ سيلُ الدعاء .
ها أنتَ تقرعُ بابَ الوصال
في مُدُنٍ قِفارٍ غريبة .
وإذا الشوقُ داهمَ سؤددي
وأقبلَ الصُبحُ كالرضيعِ الوَله
لن أجثو بأصابع الكرى
هيهاتَ تصحو خوالجنا
والبحر قد جنَّ بمَجِّ موجِه
مدَّ الحزنُ ذراعيه منتفِضاً
ياقاصدَ البيدِ احذرْ صرعتي
نديمُ الحكايا احدودبَ ليله
يأسرُ الخيبةَ في عيونِ المنى
الحرف تباكى بحِبرِه
قد بعثرَ الروحَ بين أضالع .
اشتكى النبعُ من عُقمِ سيده
مذ أيقظَ مارِدَ الريح بهوجاءه .
شاخَ الهوى في عِقرِ ربيعه
والفجر يركنُ توابيتَ العاشقين
ومايدريكَ ياحارِقَ الوجدِ في مهدِه
لعلّ الأقدارَ تجمعُنا في مَركب
فينفذُ سهمُكَ كظُلمةِ يونس
لكنّ الحوتَ لايلفظُ قلبَكَ
وأرضُ اليقطين لاتمدُّ ذراها
حيث تبقى عاريَ الأكفان .
برجُ مدينتكَ سراجُه مهلهلُ
فأنىّ لجارةِ القمرِ أن تُهضَمَ ؟
ومايُدريكَ كيفَ تكونُ المنايا
حين يغمرُ الفؤادَ عاصفُ الظُلَمِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى