ظل أمسي وحاضري

حدر الحجاج | العراق

طبت صباحا

أمي…

تلك الفراشة

أيقظتني هذا الصباح

حاملة عطرك إلي

حاملة ذلك الشوق 

الذي أحمله إليك 

كل حين 

طبت صباحا 

أمي 

في قارورة عطرك

لازلت

أستحم بعد أن شاخ 

فيها وجع أيامي 

التي تتكأ على 

بريق هسمك 

وهو يحف خطواتي 

بهدير أمنياتي 

التي بلغت 

من الكبر عتيا

وأناتي التي 

غزت ملامح طفولتي

التي غادرت

عند رحيلك الأبيض

طبت صباحا 

أمي 

لم تعد تلك الثمرات 

يانعة كما رغبتي 

لم يعد قلبي 

منشغلا بخصلات 

شعري التي

 كورها البياض

وطوقها ذلك

 الخجل المنساب

وهو يسحق رغباتي

دون استئذان مني

طبت صباحا 

أمي 

لملمت كل وصاياك

وجمعت كل أسراب 

الطيور 

لتغرد بذلك البوح 

الذي تمتمت به 

إلى تلك الفراشة 

التي داعبت

 تجاعيد قلبي

لم يعد في الأفق 

ما يدعو للرقص

ثمة بكاء

استدل به

على حجرتك

واستدل به

على وصاياك

وحنينك الذي خفت 

إلا في كياني

أمي

ما عاد للبوح

غير شجن

يكرس أيامي

لخلود

ذكرياتك

وعجاف تلك المرايا

التي لم تحتفظ

إلا بمرارة

فقدانك الكبير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى