مقامات التجريب وبنيات التشكيل  في الرواية.. رواية قهوة سادة للسيد حافظ نموذجا

بقلم : د. نجاة الجشعمي  .

العنوان قد يبدو صادماً أو قد يكون مجرد مصطلحات ومفاهيم وتجميل نص معين غالباً ما يكون هذا النص السردي قد فقد الثقة بالقارئ أو العكس . او قد يكون  النص قد تأثر بمواقع التواصل وماينشر من قصص وحوادث واخبار أما المؤلف (الكاتب) يستنبط استراتيجية ثلاثية الأبعاد لنصه السردي لتصبح هذه الاستراتيجية مؤطرة بالتحدي وأحيانا الانفصال عن الوعي الذاتي والاتصال بروح النص ومرتكزاته من حيث البناء والشخصيات والانساق الجمالية   وإحراج النقاد والباحثين بما يخص دراسة المظاهر الجمالية من حيث القوة والضعف والتميز بين نوعية السرد. أما  بالنسبة إلى الناقد الحاضر ذهنياً وفكرياً من أجل السرد وليس السارد فيصنف الناقد النص السردي من ناحية المعلوماتية والبناء والثيمات والعلاقة بينها وبين الشخصيات وعلاقة الكاتب بالقارئ والناقد معًا ومدى  ما حققه الكاتب وقد ويوضح فتون الناقد بالنص السردي  لمستوى النقد للنص الذي يستدرك القارئ والناقد بطريقة ذكية لايستحي من القول والتصريح سواء كان ضد أو مع أو حول؛ فالنص الروائي كيان مستقل بعيداً عن العبودية والمجاملة فهولا تابع ولا خاضع لسيادة وقانون فقط النقد البحثي وفق مسارات معمارية البناء السردي وخريطة هندسية  للتحويلات الحداثية والتجريبية في إعادة البناء الروائي  مما يصل بالنص حد الالتحام والتماهي والتمازج حتى الذوبان علما انه لايزال الجدلُ قائماً حول دور المثقف وحدود مفاعيل أفكاره على المستويات المتعددة.وثمة محاولات لتعريف المثقف على الانساق الجمالية والرقمية  بناء على شكل علاقته بواقعه الاجتماعي وفعاليته في مجال السياسة والفكر ومن المعلوم أنَّ الكاتب قد اعتقد بأنَّ البيئة التي ينشأُ فيها المثقف ويمارسُ في إطارها فعاليته تلقي بظلالها على طبيعة الأفكار والمواقف بمعنى أنَّ كل فئةٍ يهمها تمرير قيمها من خلال من يُمثلون أفكارها فالكاتب  الرأسمالي على سبيل المثال لايمكنهُ غزو العالم  الادبي والفكري والنقدي الا من خلال تحويل النص السردي إلى متجرٍ كبير لولا وجود المثقفين المهنيين الذين يسبغون شرعية فكرية على هذه النصوص السردية  الهادف إلى تتويج التاريخ بانتصاره على الخصم وهذا الواقع ينسحبُ على المكونات الاجتماعية المنقسمة على الانتماءات المتنوعة في المجتمع . من الضروري بالنسبة للكاتب  الفكروالناقد الذكي  المبدع والمتميز  الانخراط في المعترك الاجتماعي والسياسي ولايخسر المثقفُ الفكري  إلا  عندما يختار النص الرمادي من حيث الفكر والجمالية  حيال الظواهر المُخالفة للمباديء الإنسانية ويركنُ إلى الصمت أمام حملات الاستخفاف بالقيم تحت غطاء للشعارات البراقة ونحنُ  حين نكتب او نقولُ ذلك لاننكرُ بأن دور المثقف قد أصبح هشاً على الصعيد الواقعي مقابل تضخمَ حضوره الشكلي وذلك نتيجة لبشاعة موضوعية الإعلام والصورة ،وفي هذا الوسط الصاخب بالصراع خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الحضور الشكلي هنا من المناسب السؤالُ عن إمكانية هذا النوع من المثقف لتبعية  الأفكار المستوردة وكسب المصداقية لآراء وأفكار الكاتب بشأن التعددية والانفتاح والرأسمالية والديمقراطية ولا ننسى العلمانية ايضا اي ان على الكاتب ان يراعي كل المكونات الاجتماعية أو أنَّ وغالبا ماتكون هذه المُصطلحات لاتُغادرُ القشرة الخارجية  في النص السرد الروائي الا من آجل المناقشات والنقد الموازي  النخبوي المُغلق مابين الكاتب والناقد حصرا.. فالبتالي يتراوحُ المثقفُ  فعلياً على عدد اصابع اليد وهنا يكون القارئ والنص قد سقط في مستنقعُ المكونات الاجتماعية والرقمية  القومية الا  ما أنَّ يختبر القارئ المثقف المتميز النص السردي ومطابقته لواقعُ القارئ البسيط هنا  تقسطُ الأقنعة وربما يتخندقُ ضد من كان منضوياً معه تحت مظلة النص المبدع او المتميز لأنَّه من  آخر وبذلك نكون أمام مشاهد تيراجيدية من الواقع الى الخيال الى العلم  لأنَّ الكاتب المثقف والناقد  الفكر بدلاً من أن يديرَ دفة الأمور ويطلقُ مبادرات للحوار يقتنعُ بأن النص الروائي نموذجا امام القارئ لواقع يتعايش معه او أن يكونُ ملحقاً أو تابعاً  لمعتقد ما أعتقد بأن القارئ سوف يتأثر بالنص وسيكون  مثقفاً من هذا الطرازالذي نطمح أن يصل له القراء  لن يكون مصيره كما حدث مع اكثر النصوص من الضمور والتلاشي لأن الكاتب اصلا  لايتمكنُ من التنفس خارج بيئته الموشومة بالانتماءات الفرعية فالمثقف لايكون مؤثراً إذا لم يخالف المحددات القبلية والطائفية والقومية عندما يتطلبُ الأمر ذلك تماما كما بادر الكاتب ( السيد حافظ) في ليالي دبي بالجزئين (١- ٢)  بالدفاع عن أتباع المذهب والاديان والصراعات المذهبية والتطرف بالاضافة الى طرح معاناة المهمشين من المبدعين المتميزين  مع أنه كان من الأكثرية ممن يعاني وعانى من التهميش  كذلك الأمر بالنسبة الى الذي رفض مشروع النقد الموازي للسرد الروائي او الورشة النقدية التي اكتشفت طاقات نقدية شبابية متمكنة .والأدهي في الأمر أن الوسط الثقافي تسوده الأفكار الأحادية والإرادة الإقصائية طبعاً أنَّ ذلك امتداد للأشكال البدائية من الصراعات الإلغائية  الطامحة إلى احتكار الحقيقة والحال هذه يبدو أنَّ المثقفين لم يفهموا تراثهم الفلسفي أيضاً وإلا لماذا غاب المبدأ الرشدي الذي يؤكدُ بأن الحق لايضادُ الحق بل يوافقه ويشهدُ عليه في عملية التواصل والحوار مع الآخر المُختلف ،عليه ليست المُناهضة ضد الوضع القائم ضمن برنامج المثقف المعاصروالكاتب الضرورة والناقد البطل الذي يتوارى خلف القيم والمجاملات على حساب ترسيخ القيم   ولايشغله ترسيخ القيم  بقدر ما يريدُ تبرير تقلباته المُتسارعة ومواقفه المتناقضة بجملة من عناوين ذات طابع غوغائي تكشف عن القصور في التفكير والعطب في العقلية النقدية.  وإذا كان المثقف بهذا البؤس والضحالة في الفهم فمن المؤكد أنَّه يفقدُ إعتباره فمن  خلال 

مشاركتي في هذه الورشة النقدية للسرد الروائي تناولت السباعية بكل أجزائها وفروعها التي تشظت عبر زمن محدد مقترن ومرتبط بالعمل الدؤوب  وربما أحيانا الابتعاد والافتراق وفك الارتباط بين الناقد والنص السردي وهذا بسبب فشل بعض النقاد في إيصال نظرياتهم  الفاشلة أو عدم إنصات  الكاتب ورفضه للنقد المعارض أو المضاد؛ لأن الكاتب  يعتبر نصه السردي من المقدسات  التي لايمكن المساس بها أو النص السردي من المستحيلات أن ينقد سلباً حسب ما اعتادت المدارس النقدية عند بعض النقاد مبنية على المجاملات، وقد يعتبر الكاتب نفسه الحاكم والقاضي والسياف معا فيقرر وقف العمل والاشارة الى الجميع بعدم السماح  ان يقترن اسم ناقد ما مع اسم الكاتب في اي عمل نقدي علما ان الورشة اصدرت كما من الدراسات النقدية لناقدات ونقاد متميزين على مستوى الوطن العربي ليس الكاتب فقط بل  الناقد  ايضا قد اجترح مملكة سرده حين يبحث في زوايا نصوصه السردية عن مكامن الضعف وفحص شامل لتلك التجارب الإبداعية حسب مزاجية النقاد والباحثين ليس من حيث الموضوعية والأسس الجمالية للبناء الدرامي، فيجب أن يكون هناك ثمة رؤية إبداعية أدبية ثقافية مرتبطة بأصرة عقلانية تبث الجمال بإمعان بين ثلاث رسائل أو خطوط مهمه وهي (الكاتب ، القارئ ، والناقد ) دون وضع خروقات للنظريات النقدية بحيث تؤدي إلى موت المظاهر الجمالية؛ فالناقد ملزم أن يتبنى التنظير المناسب للنص، وأن يجذبَ انتباه القارئ الباحث والدارس إلى مكامن الجمال وتقنية الكاتب دون المساس بادوات الكاتب او شخصيته وانما اضافة جماليات الى جمالية بنيات التشكيل السردي .

 هذه المقدمة الطويلة كانت ضرورية حيث أننا سنتناول رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ في طبعتيها (الطبعة الاولى في سنة 2011،  والطبعة الثانية في  2020) ففي هذه الرواية (قهوة سادة في الطبعتين) نجد طفرة وقفزة إبداعية ما بين الطبعة الأولى  والطبعة الثانية ) فالطبعة الأولى مرت بمنعطفات وطفرات كثيرة، فالكاتب ليس كما كان من سبقه في العصور القديمة ليس كما كان يكتب على بصيص شمعة بل الكاتب عاصر التقدم التكنلوجي فأول الطفرات هي الكتابة على اللاب توب فهنا اللحظات التدوينية أوثق وأسرع وأكثف وكذلك المعلومات والنصوص والأجناس الادبية الأخرى بالإضافة إلى الرقمية الانترنيتية التي سعت وشاركت بالانتشار  فرواية  (قهوة سادة) حدث وحكاية  وفكرة ولحظة وإدارة ونسق وضخ معلوماتي ومذكرات واعترافات وخيال وقدرة على التدوين وصنعة وصناعة، فالكاتب “السيد حافظ” يسعى بخبرته  الأدبية الفنية أن تكون هذه الخبرة فاعلة لدى المتلقي من حيث السرد وخبرة الكاتب عبر النص السردي في رواية (قهوة سادة) نسجت خيوط ثقة خاضعة لمخيلة الكاتب وتلقي القارئ ومابين الواقع والخيال نتجت الفكرة فلا مستحيل أمام خيال الكاتب السيد حافظ ..فهل الصراع بين الفكرة  وقناعة القارئ هو الذي صير  الفكرة في حكايات شهرزاد أم حاول الكاتب إقناع  القارئ المتلقي على أن حكايات شهرزاد هي واقع تحول إلى سرد روائي ..لذلك رواية ( قهوة سادة)  تتفرد بخصوصية حادة الذكاء ويستوجب دراستها وفق رؤى نقدية من ناقد مفكر يحمل وعياً فكرياً متوقداً وذهنا ً واعياً وذوقاً وتجربة سردية في مجال الرواية الحديثة المعاصرة . .ويقول الكاتب في روايته :  ((لا تعتبي علي، قلبي وعمري ورزقي وحلمي ليس بيدي ..لاتعتبي علي فأنا بقايا فارس وحديقة أنغام لم يسمعها إلا القلة ..ألم أخبرك ياصغيرتي أنك شعلة في الروح حين تظلم، ولا أدري يدي من رجلي، ولا يساري من يميني ..لا تعتبي علي ودلليني ، ودليني على مسكن روحي لروحك، واغسلي قلبك بيدي ..لا تعتبي علي ، وأنا من يسقط من حروفي ألف شاعر وألف ألف كاتب مسرحي وروائي، وألف ألف ألف ألف أنثى جميلة تافهة ويهاجمني ألف دعي وصحفي وأشباه كتاب وألف سياسي جاهل ))..وتستحم الروح في عطر الحروف وتتعطر المشاعر في عطر القافية وهمس الروح وسجع الأنغام الراقية التي تعزف ألحان العشق للحروف الحافظية في سباعيته الروائية. يؤكد الكاتب أن (قهوة سادة) سردية روائية ومسرواية اقتحمها المسرح وانمزج بسردها وبكل حروف صفحاتها ترى وتقرأ العشق والحكايات والتاريخ والأحداث فهي ليس رواية عادية ولكنها تعانق وتتلاحم مع المسرح وهذا حلم الكاتب “توفيق الحكيم” في بنك القلق ..وكذلك حلم الكاتب “يوسف إدريس” في (نيويورك 80 ) ويؤكد لنا الكاتب “السيد حافظ” أنها ليس حلم له بل مشروعه القادم وهذه الرواية (قهوة سادة) هي الجزء الأول من السباعية التي تناولنا بعض من أجزائها ابتداءً 

من السابع (لو لم أعشقها ) ثم (ما أنا بكاتب) ثم (حتى يطمئن قلب) و (كل من عليها خان) و(كابشينو)  والآن نحن في متناول  (قهوة سادة) الكاتب السيد حافظ له مشاريع وليس مشروعاً للكتابة وهذا المشروع منفصل متصل فالكاتب صاحب خبرة وصنعة كبيرة ولكنه  متواضع النفس  في الكتابة والحبكة الدرامية وذلك من خلال عمله، وبارع في مجال المسرح والتلفزيون والصحافة ففي رواية  (قهوة سادة ) يقول الكاتب  سأتناول التاريخ في كل جزء، وأقوم فيها بتصحيح التاريخ  المزور والمسكوت عنه في حياتنا ففي هذا الجزء سوف أتناول إخناتون  وفي كل جزء من الأجزاء سأقوم بهذا؛ لأننا قمنا بتزوير التاريخ وقدمناه  للناس، وأنا مثلك أيها القارئ والناقد والإنسان المثقف الواعي درست التاريخ المزور في المدرسة وحتى الآن ..يوضح لنا الكاتب أنه عكف وجند وقته للبحث والقراءة؛ لكي يصحح ما قرأ لعل ما وجده من خلال قراءته زاده علماً ومعرفة فيزج بهذه المعرفة والمعلومات التاريخية المصححة أمامك أيها القارئ في هذه السباعية ليكشف عن عينيك الغمامة السوداء وينور عقولنا وعقول القراء فمن خلال هذه الرواية المعلوماتية والتاريخية والمسرواية الجامعة بين فنون وأجناس أدبية منفصلة متصلة متداخلة متجانسة تتنقل وتتجول في تكنيك وخبرة حافظية قد أجزم لامثيل لها في هذا العصر،

فهل هي رواية؟؟الحقيقة اختلف من اختلف واتفق من اتفق على مسميات لها ليس رواية  بل قاموس معلوماتي يضم بين صفحاته الحكاية والعشق والولاء للوطن والاولياء والابناء والاخوان وقصص الانبياء وال البيت الكرام والادباء والفنانين والتشكيلين ولم ينسى الغناء والشعر والمسرح والسينما والتلفاز والاعلام والاقتصاد  لذلك اصبحت مسرواية او قد يطلق مصطلح تعريفي جديد مستقبلا.مع هذا وذلك تبقى  قهوة سادة 

  تحتاج إلى من يقرأها وأمتي للأسف لا تقرأ فقط تنافق وتجامل وتناقش على الفراغ …فالكاتب يخبرنا هنا أنه عكف خمس  سنوات وظل عاكفاً حتى زاد من معلوماته وقراءته فكان لابد أن يقدم نصاً منقحاً ويطلب منا الكاتب أن نوقد الضوء ونمر على الظلام ونقول للظلام وداعاً ها هو النور تباً لكم يا عشاق الظلام ..الكاتب لن ينسى نفسه بالقراءة والكتابة بل كان يتناول جرعات التخدير؛ ليخدر نفسه بالموسيقى والألحان وإلى سماع صوت عبد الحليم وصوت فيروز ..فمن هو المجهول؟ إذا كان الكاتب من سلالة النور؟ نعم العلم  والمعرفة نور وبحور وسرور ..وكل الأديان تناشد وتشجع العلم والمعرفة والقراءة أول كلمة نزلت على رسولنا الكريم ( محمد صلى الله عليه وسلم )( اقرأ ) فالواجب والافتراض والمطلوب منا نحن أمة اقرأ أن نقرأ وهذا هو النور الذي يضيئ أمتنا وحياتنا وإصلاح نظامنا الاجتماعي والاقتصادي والثقافي بكل مجالاته فلا ندع الأمية تأخذنا للمجهول. الطفولة الجميلة وبناء الشخصية منذ الساعات الأولى للولادة إما ناطح أو صالح وإما عبقري أو غبي وإما فيلسوف أو تافه وإما كاتب أو جاهل وهنا كاتبنا يناشد العابرين على ذكرى طفولته ويطلب منهم : “أيها العابرون على ذكرى طفولتي  ألقوا عليها الورود والابتسام” ولن ينسى الكاتب النساء فيصف النساء ويقول: “وأنسى  أن النساء جسد من لحم ودم وأتذكر  أنهن  عطر  له روح  ويجرحني صدى صوتك في ذكرياتي ، فكيف يكون حالي ؟ مر الفرح على بابي وجد الحزن  حجز كل الأمكنة” …  ونقلب الصفحات نجد الكاتب يهدي روايته هذه الى ابنه محمد فيقول:”إلى عينيك الحزينتين..إلى كفيك يا بلادي المقهورة  الجميلة  إلى حب أعيشه، ولا يهجر أحلامي  وتمرد بلا سبب ليكون حباً لا يعرف الانتهاء  إلى ابني محمد الرائع أبو كادي وفريهان”  ثم يؤكد الكاتب بالآية  (85 من سورة الإسراء) عن الروح وهي الفكرة التي نشأت بها السباعية تناسخ الأرواح (ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) صدق الله العلي العظيم، ويشرع الكاتب الكتابة في الرواية ويبدأ في الفصل الأول بعنوان (عشق لا يعرف الانتهاء) وكتب بحروف كبيرة وفي الجانب الأيسر أسفل الصفحة كتب بحروف صغيرة ( حكاية سهر الروح السابعة) “سهر” هي إحدى بطلات هذه السردية المسرواية،  وهي العشق والحكاية والرواية وهي اليمامة والوردة والغواية وهي الزغرودة والانتفاضة وهي الاسم الذي يطرب الرجال والعشاق والشجر والعصافير ويتناثر زجاج النوافذ من حجر الجبل.  الكاتب “السيد حافظ” في رواية قهوة سادة يناقش سياق كتاباته السردية سواء في المسرح أو القصة أو الرواية مع جمله من العناوين  هي .. (أسألكم أن تغنوا  للحرية)  (الأيام التي لا تشبه بعضها) (الأحلام وما أكثرها حين تغرق الإنسان  وتحبطه وأحيانا تجعله يشعر بالسعادة  حين يهرب إليها ولا يعود للواقع الأليم..)  والمواضيع المتشابكة مع واقعية الحياة والصفات والعادات والقيم المتغلغلة في سرائر الكاتب بدءاً من الخوف والأمل مروراً بالرغبة في التميز والنجاح والتفرد في جودة النص السردي من حيث البناء والحكي والفكرة والعناويين  منها (الكتابة الجميلة  جريمة  وغريبة) ينقلنا السيد لنقرأ “جبران خليل جبران” فيقول الشاعر:  (ليت لي ألف عين ..ترى كل ما يعرض على الوجود ..من عجائب  وطرائف، وليتني أبقى  تائقا إلى مرأى ..ما خفي عني من أسرار ومكنونات) ليت لي ألف عين أرتقي بها  مروراً من تقديم الأفضل والأحسن والاحدث مع التقدم بالعمر ليس من باب الحظ والقدر وإنما تماشياً مع المعطيات الحياتية فمن الأجدر بالكاتب “السيد حافظ” أن يحدد ويعترف بهذه المنزلة التي وصل إليها من خلال ثلة قراء مثقفين وكذلك نقاد وباحثين محبين متميزين فهو مدين لهم رغم أن الحرية الحقيقية للكاتب السيد حافظ هي وليدة التفلسف  لافتة نظره إلى حقيقة قد تكون غائبة عن عين بعض الكتاب المبدعين هي:  أن الحياة الجيدة هبة الله وليس هبة فلسفية وهذا يكمن في النشاط والإبداع السردي وتدريب العقل وبرمجته في هذه الحياة على التقنيات المستخدمة في البناء السردي والتطور اللغوي المستخدم في السرد سواء في المسرح أو الرواية أو في أي جنس آخر من الأجناس الأدبية  في رواية (قهوة سادة) كان البناء مختلفاً في المستوى فمثلا العناوين التي استخدمها الكاتب في بدء كل فصل من الفصول وهي عناوين فرعية لكن لها مدلولاتها عن الفضيلة التي تعطيها الطبيعة للإنسان بل كيف تحول تلك العناوين إلى كائنات بشرية تجيد الفن بالحكي أو الرسم أو الشعر أو التمثيل، فيجب على الكاتب” السيد حافظ” الحذر وكل الحذر حين يختار مثل تلك العناوين مع أنه قد تميز عن غيره بدرجة الامتياز في الاختيار لكن يجب توخي الحذر وذلك بسبب أن يجيد استجلاب  النفس المطمئنة والجسد وتلك العلاقات المسكوت عنها ومتعلقاتها؛ لأن الفضيلة لا تولد بل الإنسان من يولد من أجل الفضيلة وهنا الكاتب يدس لنا رسائل كثر منها الإرشاد والتوجيه ،إنكار الذات، خدمة الروح المتعذبة من التهميش ، تحسين نمطية التفكير من المشاكل وإيجاد الحلول وتنظيم الحياة مع تحقيق الغايات وهي الحكمة التحكم بالنفس والاعتدال والشجاعة في القرار مهما كان مفيداً ممتعاً عملياً ليس صورياً ولا تخيلياً بل واقعياً على تربة واقع الحياة .. والتحدث عن الآخر برؤية الكاتب الحكاء  ففي  الظاهر تبدو رواية (  قهوة سادة ) ذاتية أي ذات السارد فهي تشكل جوهر الفكرة يرصد ملامح قيمة للبحث والتنقيب فالكاتب  ( السيد حافظ )  المحرك للكتابة لتجسيد الواقع وفي بعض الأوقات لمحات من التخيل التي هي بالتأكيد إبداع يفتح للرواية أبواب من التجديد والحداثة والتجريب ..فمن اللافت للقارئ الباحث هو اتجاه الكاتب نحو المسرح وهذا نتيجة الخبرة التي حصل عليها الكاتب من خلال التأليف المسرحي فاختمرت وتضافرت في نفس الكاتب وصنعت بآلياته وتقنياته تجارب معبرة مائزة للسرد الروائي قفز به من الكلاسيكي المعتاد عليه إلى الحاضر وقلبه وهو يغوص في الإبداع المتجدد متوغلاً بالتجريب وقلب السرد الروائي بدهشة وهذه هي الحقيقة الوحيدة والصادمة العابرة على القارئ؛ لأنها صفعة مباغته من قبل الكاتب واستخدام مفاجئ غير مسار الرواية عما اعتاد عليه القارئ ..الكاتب هنا فرمت مكابح التأمل والتفكير والفرح والحزن والصمت وحتى الألم نحت لها أقنعة ترتديها متماثلة في الرمزية كشخصية شهرزاد الحكاءة ومكانتها في التراث السردي العربي منذ سالف العصور و (حكايات ألف ليلة وليلة ) ليس ببعيد وبذكائها وخيالها الخصب وجمالية حبكتها عالية الإتقان نجت من سيف شهريار، فتم عقد اتفاق  بين شهرزاد وشهريار مقايضة بالسرد مما توقف وتراجع شهريار عن قراره في لحظة خارج سيطرة الإحساس بالحواس ..نستنتج من هذه الشخصية أن الأدب دون دهشة وإبداع ليس بأكثر من عين كاميرا مراقبة ثابتة أو متحركة تصور طول اليوم يتم توقيتها وتوجيهها للتسجيل أو لالتقاط الصور من زاوية واحدة دون تدخل عين المصور بها ..خالية من المتعة والدهشة  بل للأرشفة والحفظ في الأرشيف..فيدهشنا الكاتب بعدسة كاميرته  المبرمجة لرصد كل ماهو جميل فيقول:” وأنسى أن النساء جسد من لحم ودم ..وأتذكر أنهن عطر له روح  ويجرحني صدى صوتك في ذكرياتي ، فكيف يكون حالي؟ مر الفرح على بابي وجد الحزن حجز كل الأمكنة”.

من هنا يمكننا القول بأننا قد تعاطينا التجارب الإنسانية وتعدينا المألوف و الدخول إلى أغوار  النفس البشرية وأيضا تشريح الأنماط والأبعاد الفكرية والثقافية وحتى السياسية أحياناً وذلك ما بين التنقيب والتعقيب والتفكيك في مكامن نفوس جميع البشر، فوجدنا ألواناً وليس لوناً منفرداً كما كنا قد تعلمنا أن النهايات تكون ملونة دائماً باللون الأسود لا بل هنا الكاتب تفرد وتعمق بالألوان والأنماط للبنى المعمارية للسرد الروائي وبين لنا أن أصل الالوان هو الأبيض وهو من يمتص كل الألوان الأخرى، ويعكسها على السرد من حيث البناء والجوهر والفكرة 

إلى عينيك الحزنتين    

إلى كفيك ..يا بلادي المقهورة الجميلة                     

إلى حب أعيشه، ولا يهجر أحلامي وتمرد بلا سبب ليكون حباً لايعرف الإنتهاء 

وهل لعشق إنتهاء؟ لقد جدد الكاتب التنوع وابتعد عن التقسيمات التقليدية في البناء السردي للنص الروائي متصلاً متزامنا مع المواقف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمعات مع ذاتية الشخصيات وتفاعلها مع السرد للكاتب وسيرته الذاتية أيضا أوضحت مواقف درامية تصلح أن تكون أفلاماً أو مسلسلات كأساس بالنسبة للدراما  أو العمل الدرامي وما بين الصعود صعوداً والتنحي نزولاً والتناقض الظاهر بين الحالتين هنا تظهر الدهشة في صراع المواقف وإيجاد الحلول للصراعات الذاتوية للشخصيات كشخصية سهر، ناهد ، وتهاني وتفوق تهاني على كل الشخصيات بالنسبة للعاشق بطل الرواية فتحي رضوان لاحتواها إياه كطفلها الذي لن تلده بل ربته وقدمت له مايحلم به كأي رجل (ربة بيت ممتازة من الدرجة الأولى) وظلت نزواته مع “سهر” مكملة لرغباته الجنسوية الذكورية وهذه الدهشة الأخرى وهي الصراع القائم بين الذات والأنا والواقع ..هذه مجرد وجهة نظر نقدية ينبهنا به الكاتب إلى مايجب علينا فعله وهو إصلاح الذات أولاً ثم الآخر عن طريق أدوات الكاتب الفنية متمثلة بالإنسانية لبعض الشخصيات الروائية كشهرزاد التي كانت الأم والمرشدة إلى سهر ووردة وكاظم وأحياناً فتحي وتعاطفها مع تهاني ..الكاتب قدم وبامتياز الشخصيات الفنية مع وضوح للمعالم والمعطيات الأخلاقية الراسخة في مجتمعنا العربي الشرقي النزعة ..السيد حافظ  

عشق لايعرف الانتهاء للكتابة في المسرح والرواية والقصة وكافة الأجناس الأدبية لكن ليس كباق أنواع العشق ..السيد حافظ يغزو خلوات العشق بالمشاريع وبالحوارات المنطقية المتناقضة مع النوعية للسرد سواء في المسرح أو الرواية فتقرأ الشعر في نصوصه والحكايات والقواميس المعلوماتية والسير الذاتية والشخصيات التأريخية ومشاهير الأدب والفكر المهمشين ظلماً جمعياً من قبل المستثقفين المستعلين تملقاً  ..نصوص السيد حافظ تميزت بالشاعرية والبناء اللغوي الشعري منسوج بالمثل العليا والوطنية وعشق الوطن من خلال الصور التي رسمها لنا الكاتب في رواية قهوة سادة فيقول:(القاهرة سحر وساحرة ..أحن اليها كما أحن إلى الهروب إلى الخليج) (رأيت الوطن يضاجع  الفقراء ويقدمهم ضحايا وشهداء في سيناء .. وعندما انتصروا  ترك لهم سرواله الداخلي  ليصنعوا منه أوسمه  وشهادات تقدير  وإعلام أما الأغنياء جلسوا  على عرش مصر وباعوها لكل  الغرباء  باسم الانفتاح والانفشاخ والخصخصة والمصمصة ونشروا للشباب حبوب الهلوسة ..وطني لا يحب الفقراء …) 

الكاتب “السيد حافظ” روائي ومسرحي مخضرم له خبرة وبصمة ودراية وحكاية مع الكتابة والإبداع ..لكن هذا لا يمنع القول بأن كل  إنسان منا مبدع في شيء ما ولكننا نختلف من حيث درجة الإبداع كما هو الحال في التقييم في نتائج الامتحانات منا المقبول ومنا الجيد ومنا الضعيف ومنا من يجتاز بامتياز والكاتب السيد حافظ تعدى كل تلك التقيمات   ، وهذه صفات الكاتب الضرورة قد تختلف معي أيها القارئ أو نتفق من حيث وجهة نظرك بمقياسك ومقياس الآخرين ( الجمهور ) أقول لك نعم وبكل اعتزاز، الجمهور يحيط بنا ويقيم أعمالنا لابأس فيما إذا كان الجمهور غير واعٍ ثقافيا بل يقيم كيفياً مزاجياً هنا تكمن الكارثة، وأقول أكتفي أن أكون أنا الجمهور أو أنت القارئ المثقف الواعي جمهوري الذي قرأ فعلا أعمالي وبإمعان وتمعن وتفكير فالثقافة والتفكير والتفكر بالخيال هي الوسيلة الوحيدة لرؤية اللامرئي الذي لايشاهده ولايحس به القارئ العادي عندما يكون النص بهذه الحبكة والجودة الجمالية يجعلك تلمس مكامن الجمال في النص ببصيرتك بإحساسك بيديك فنحن لا نتشابه بالبصر والبصيرة فلا أحد يشبه حد من حيث الإحساس بالجمال؛ فكل منا ينظر ببصيرة مختلفة وزاوية ورؤية مختلفة فنبتعد كي نقترب ونقترب كي نبتعد هكذا هي أفكاري وأفكارك أيها الباحث والقارئ. 

آه ياسهر 

في مقاومة ما تستحق المقاومة  كتبت على الماء وريش الطيور  والحجر .. حبك قدر في مقاومة مايستحق المقاومة زرعت الريحان والتمر والليمون والياسمين على جسر كلامي وأذبته في غدير عشقي لك ..الكاتب السيد حافظ يخاطب القارئ والباحث المثقف بأسلوبه الخاص بإثارة متزنة حامل حقيبة رسائل الحب والعشق للقلوب العطشى التي القي بها في يم الخذلان أو الهجران الرسائل عبارة عن مفاتيح وأسرار لعقول نبلاء العشق والصادقين قد ترسم ابتسامة  على ثغر امرأة  أو رجل ممن يقرأها، وهي تحمل النقاء والصفاء والعبارات الراقية بعيدة عن معاني الدماثة فتكسو وجوهكم نورا وسروراُ 

أما شخصية “ناهد” الحب وما كتب لها فتحي فيقول ..( سمراء أنت ..بيضاء أنت في لون شهقة العمر ..مرحة القلب  والعينين ، أختلس من عينيك نظرة السؤال ، تباشير الحرية الأبدية …نرى للقصيدة وجود في السرد الحافظي هذا أذا ما أجزمنا أن لغة الكتابة السردية للسيد حافظ  يتغلب عليها طابع الشعر والمشاعر والأحاسيس الشفيفة غالباً وتطويع النفس والروح معاً للاكتمالية مع الوجدان الوجودي في الواقع الحياتي والنفسي أضيف الى ذلك أن الكاتب يبحر بنا في سفينته وأشرعته الشامخة محاورها الحرية والاستقلال والديمقراطية في مجتمع  هو من سن القوانيين وأوجد الديمقراطية من مبدأ وأمرهم شورى بينهم لكن للأسف خلف مؤسسات اجتماعية سلطوية غبية وغيبية ليس لها صلة رحم بفلسفية الحياة ولا في تحمل الأعباء  الميتافيزيقية بل الأكثر والأغلبية مصابين بالجرأة والمحاججة على الصعيد اللامفهوم لمعنى  ومضمون معظم القوانيين والحوادث التأريخية والوقائع التغيرية هنا تبلورت فكرة ورغبة الكاتب السيد حافظ الى استبناء المشاريع الفكرية والأدبية والثقافية التي تمثلت لنا بمشروع المسرح للأطفال ومشروع الرواية للسباعية وثلاثية مارك والسيد حافظ على أسس مجتمعية مفاعلية متوازنة مع الواقع الثقافي ما بعد التجديد والتجريب والحداثة متماشياً مع النهضة الثقافية والاقتصادية والتطور الاجتماعي والتقني وفق الانفتاح في كافة المجالات العلمية والأدبية والإبداعية ومع تضافر الاختصاصات والتجارب السابقة والحالية ودمجها معا وامتزاجها بعبق المحب للمعرفة والكتابة  لتكون خليط حلو المذاق منسوج بشغف الحروف لكبار الشعراء والقادة والشخصيات التأريخية والأحداث وما تراكم من ذكريات ساهمت في بناء هذا النص الروائي والعلامة التجنيسية للأعمال الروائية الحافظية التي كانت تحمل النص الروائي ممزوج بمكر وذكاء مع السيرة الذاتية للكاتب سواء كانت سيرة روائية أو شخصية فمهما تكلمنا وقلنا وكتبنا هنا تطغو بصمة وخبرة الكاتب الراوي والروائي المحنك؛ لأنها فعلا رواية تكوين؛ لأن ظهور خيوط السرد متداخلة مع الحياة الشخصية والواقعية للكاتب رغم استخدامه أسماء الشخصيات المجازية والمستعارة، لكنه فعلا كاتب عبقري فرواية (قهوة سادة) مطعمة  بنكهة العشق للوطن  وتصحيح التاريخ والحنين للأماكن والذكريات والمدن اللامرئية فقط في الأحلام، فالكاتب يحيي فينا الروح ويجمع شتات النفس أما المتلهفين لعشق الجسد   فالنص طغى عليه الشبق والانتهاك  الفني للرغبات الجنسية  متوخيا السمة الشعرية والأدبية الراقية التي تنادي القارئ ليرتوي بجمال خصوبتها الإبداعي، فالحافظ يحفر عن مبتغاه في روح النساء ورغباتهن ويقول ..( رغيدة 18 سنة ) بيضاء شعرها أشقر عيناها زرقاوان ، منفتحة الأنوثة بشبق جنوني ..رغيدة زوجة محمد الطويل 35 سنة موظف في محلات صيدناوي  يجهل  العشق والنساء يضاجعها كالحمار وينام ..) هنا وضح لنا الكاتب صورة من صور الحياة الاجتماعية الأسرية التي غالبا ما تؤدي إلى الانحراف ..  “فتحي رضوان” يرى أن الوحدة التي تشعر بها النساء هي أحد الأسباب …رغيدة تشعر بالوحدة بين الأربعة جدران ..الوحدة تفتح الباب لشيطان الشهوات .. الوحدة تزرع في العقل حقول التفاهات ..وبسبب الوحدة تشاغل “رغيدة” جارها فتحي رضوان من بالكون بيتها الذي يقع في الشارع المقابل لها وتراه ويراها  كان بينهما ليس شارعاً إنما بحر من الشبق أو بحر من الرغبة ..الرغبات أمواج ..الرغبات تدمرنا ..تنعشنا ..تغير كيمياء القلب والفكر والدم والمزاج كانت رغيدة تخلع ملابسها عارية أمامه في الحجرة ..ود أن يقفز على حجرتها ..آه لو لي جناحان .. هنا ضمير الأنا المتكلم وليس فتحي رضوان تمنى لو كان هو الذي يقفز أمام رغبة ذلك الجسد المطاطي الذي يمتد لشارع رغيدة ليعبث بجسدها ويطفئ ما في قلبيهما من لهيب الشهوات الجنونية المحرمة يضحك فتحي ورغيدة تتراقص أمامه عارية … حكمة ودرس من دروس الحياة يزج به الكاتب بإتقان …لحظات من الجنون  تكلفنا خسارة الروح نحو مغامره ومقامرة متهورة غالبا ما نكون قد خسرنا الرهان بفخر أمام تجربة إبداعية روائية بتفصيلاتها التي لا تستغنى عن قرائتها مرة بل مرات ومرات قد يكون العمل الروائي هذا ( قهوة سادة ) غير مستساغ عند البعض أو بالأصح ثلة من الأدباء المندفعين نحو إقامة علاقات صداقة مع الجنس الآخر لكن وأنت تقرأ أو تكتب نقداً استدرك بفيض من المتعة والتشويق الذهني للسرد وكيفية كتابة مثل هذه الرواية وإمكانية كاتبها لتخرج لك بهذا الشكل المفصل من الأحداث والبناء المعماري الجميل  كمذاق قهوة سادة ..قهوة زيادة .. وأخيرا سأكتب هنا في هذه الدراسة كلمات لعلها تقرأ  أتمنى أن تكون القراءة هي المحرض الذي يفتح مفاتيح الفكر والسحر في أعماقكم أيها القراء وتفتح أبواب أعماق نفوسكم؛ لكي تحللوا النصوص بما يليق بها بمواصفات السرد وبنائه ومميزاته ليس بالتهجم والمهاجمة المجانية تجاه كاتب ما أو نص ما فالكاتب ليس خصما ولا عدواً بل إنساناً راقي المشاعر والإحساس ..الكاتب مثل الهداف في لعبة كرة القدم أمامه أشخاص يرمون الكرة وهو له هدف يحميه من ركلاتهم بخفة وتوازن وفكر وعقل وتعقل وخطط مقترنة بزمن ونظرة مدروسة لكي يظهر النص السردي بهذه العذوبة والتشويق والحيوية لابد وأن الكاتب كان يتمتع بذكاء ودهاء وثقافة لكي يسحر القارئ بمنطقه اللغوي وسرده الساحر بعذوبة بخفة وسرعة ناطقة بالحدس مستمد هذا من خلال المعرفة والتجارب  الذاتية مروراً بالتقنيات الإبداعية والتقدم بالعمر وتفاصيل الحياة ومعطياتها  كل هذا ولد لدى الكاتب هبة إبداعية طورها بخبراته الذاتية مفطوراًعلى التاملات والتخيلات والاهتمامات بسماع حكاوي ومعزوفات وأشعار ونغمات فنية متنوعة في الحياة لينظم الفكر والحياة بحكمة وشجاعة واعتدال فهذا ليس فلسفة بل نمط حياة. أكتفي هنا بهذه الكلمات وأحصن روحي ببهجة النوبات والناشبة من المؤثرات الإبداعية للسباعية الحافظية والانجراف مع الحشود التي تقرأ ولا تقرأ بحجة أن الفكر وجد لتعاسة الإنسان ..أيها القارئ البارع اجلس واقرأ بإمعان ملحمة لها تأثيرها بالروح والأعماق والانهماك في الطمأنينة والانفتاح في الكتابات السردية وهذا هو المراد التجريب والإبداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى