صدى الأصداء من وادي عبقر

أحمد بن هلال العبري|رئيس لجنة الشعر الفصيح

الجمعية العمانية للأدباء والكتاب-سلطنة عمان

      (احتفاء بديوان أصداء من وادي عبقر للشيخ هلال بن سالم السيابي، والذي نظمت له لجنة الشعر الفصيح بالجمعية العمانية للكتاب،والأدباء أمسية احتفائية شارك فيها بعض الشعراء).

أحاولُ ما بين السماكينِ مَوضعا
وعند دُنوي يرتقي عنه مَنْ دعا

|||

أمرُّ على الأفلاكِ دونَ مقامِه
فألقى له كلَّ المشارقِ مطلعا

|||

تفاخرَ عرشُ الشعرِ إذ حلَّ دستَه
فخرَّتْ عليه أنجمُ الشعرِ رُكَّعا

|||

ندى حرفِه ينسابُ في طولِ عامِه
قوافيَ أمجادٍ مَصيفا ومَربعا

|||

ففي لفظِه بالتِّبرِ يرسمُ لوحةً
وينسجُ بالتصويرِ شعرًا مُرصّعا

|||

قصائدُه الميدانُ إذ شدَّ عزمَه
فأصبحَ بيتُ الشعرِ للخصمِ مِدفعا

|||

وإنْ يَختلِ الصوفيُّ حينَ تَبتُـلٍ
وإنْ غزلًا ينسبْ به الشوقُ أدمعا

|||

نما الفرعُ من أصلٍ زكيِّ، فإنه
هو العَرفُ للعودِ الذي قد تضوَّعا

|||

سمائلُ طُوبى بالذين تصدَّروا
كوَاديكِ إذْ جادوا وكالطودِ أدرُعا

|||

موازينُ أمجادٍ فمنْ سارَ سيرَهم
غدا الصدرَ ما بين الأنامِ سَميدعا

|||

ومَنْ تُنجبِ الفيحاءُ فالأصلُ مُفلِحٌ
ولا غروَ أنْ يغدو مدى الدهرِ مُبدِعا

|||

تسيلُ به في عبقرِ الشعرِ أنهرٌ
ويغدو على هامِ المنابرِ مِصْقَعا

|||

أطلَّ بها ذاك الهلالُ مكبِّرًا
فأبدرَ فيها بالجلالِ وأسطعا

|||

ويومًا له من قمةِ الشمسِ حاشدٌ
فقد جاءَ في حشدِ المودةِ أرفعا

|||

“وصافحَ من عالي المجرةِ ذُروةً
ولامسَ بالحمراءِ مَغنى ومَربعا”

|||

“فلست ترى إلا الجمالَ مُكللًا
ولست ترى إلا الجلالَ المُمنعا”

|||

يصبُّ قوافي الشعرِ من كوثرٍ الهوى
صفاءً بمدِّ العبقريِّ تدفّعا

|||

وقالَ لنا قلبي لكم قصرُ جنةٍ
فأنطقَ أكبادًا وأشهدَ أضلُعا

|||

بسطتُ له قلبي الصفيَّ مفارِشًا
وصيّرتُ نبضي بالمحبةِ مرفعا

|||

ولما أتى (أصداءُ عبقرَ) زادني
مع الصمتِ ما بزَّ العقولَ وأمرعا

|||

أأدنو من الفيَّاضِ، أسبح قاطعًا
به لُججَ الأشعارِ حتى أُقَطَّعا

|||

وماذا مقالي في احتفاءٍ بليلةٍ
يمدُّ لواءَ الشعرِ فيها مُشرَّعا

|||

يحلِّقُ ما بين السمواتِ صاعدًا
فيسطعُ نورٌ حيثما حلَّ أو سَعى

|||

ولاقى الصدى من عبقرِ الشعرِ بالصدى
جوابًا، فيا لله إذْ حلّقوا معا

|||

وقد جاء من آل الخليلي جهبذٌ
يُلاقي الصدى في طِيْبِ قلبٍ فأبرعا

|||

يُنادي الخليلي (أيُّها الفحلُ) خِلَّه
هلالَ، وقد وفَّى القصيدَ وأبدعا

|||

وأبرقَ من (بُهلى) الشُعيليُّ شُعلةً
بها قبسٌ للمخلصينِ فلمَّعا

|||

وهَبَّ لنا من نَخلِ شاذونَ عاطرٌ
بقلبِ سَلاميٍّ فزادَ تضوُّعا

|||

فطُوبى نوادي الشعرِ إذْ يومُ عيدِنا
أهلَّ وفاءً للذي جلَّ موضِعا

|||

وإنا على عهدِ الوصالِ لعبقرٍ
فإنَّ صداه سارَ للبوحِ مَطْلعا

٢١ ذوالقعدة ١٤٤٣هـ – ٢١ يونيو ٢٠٢٢م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى