الفنان صالح جاف و كيفهات أسعد وجها لوجه

(كنتُ أحب بناء الوجوه الطينة والأجسام)

1ـ  من هو صالح جاف منذ النشأة وحتى الآن؟.

2ـ علاقاتك بالحركات التحررية بشكل عام والكوردية بشكل خاص؟.

3ـ كيف كانت بداياتك مع الرسم والنحت؟.

4ـ من الملاحظ أنك تنتقل في الرسم عبر مدارس عديدة: الكلاسيك، السريالية، الواقعية التعبيرية، والتجريد. أين تجد نفسك في هذه المدارس الفنية؟.

5ـ أيهم الأقرب إليك: الرسم أم النحت أم السيراميك؟.

6ـ ماهي طقوس الابداع عندك؟.

7ـ بسبب إقامتك الطويلة في السويد، هل استفدت من المنجز الفني الأوربي وتقنياته؟.

8ـ هل رسمت أو نحتَّ من الواقع الكردي الذي تنتمي إليه؟.

9ـ متى يبدأ الرسم، ومتى ينتهي؟. 

صالح عثمان جاف ينحدر من أسرة متوسطة الحال أو دونها، الرقم الرابع في الأسرة المكوّنة من ثلاتة أولاد وثلاث بنات، مواليد 1951، كل أفراد العائلةً خرّيجو الجامعات والمعاهد.

الأب كوردي من السليمانية، وصل بغداد بعد الاحتلال البريطاني لبغداد سنة ١٩١٧، استطاع العمل فيها وتعلم اللغة العربية، بعد قيام المملكة وتأسيس الجيش العراقي سنة ١٩٢١ التحق بالجيش في صنف الخيالة في سنة ١٩٢٤ تزوج من امراة تركمانية في منتصف الثلاثينات، نحن الأخوة الستة ولدنا في بغداد، درستُ الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في بغداد، كان الرسم يشكل عنصراً أساسياً في التعليم؛ أذكر أنني كنت مساهماً قوياً حتى بعد الدوام، في الاعدادية، وبعد هزيمة ١٩٦٧ تعرفت على اتحاد الطلبة العام، وعملت معه من خلال خلايا طلابية تضم عرباً، كورداً، مسيحياً، مندائيين، وغيرهم، كنتُ أجد نفسي في اطار مهني ديمقراطي يلم كل مكونات العراق، كنا عراقاً مصغراً، نعمل بشكل سري، خاصة بعد أن استلم البعث السلطة في تموز ١٩٦٨.

في هذه الفترة كان تركيزي على الدراسة والاتحاد، فلم يكن لي مجال للرسم. نجحت سنة ١٩٦٩ في امتحان البكالوريا، كانت رغبتي دراسة الفنون التشكيلية أو المسرح، اعتراض عائلتي اضطرني لدراسة الأدب الألماني أربع سنوات، لم تكن هينة، فقد كانت صعبة حيث عملت مع حزب اليسار ل/م اضافة إلى العمل مع تنظيم متطرف للقيادة المركزية، ضرب تنظيم القيادة، فهربت إلى كوردستان، لكن اتفاقية آذار ١٩٧٠ وتحرير قانون السلامة، أدى إلى اطلاق سراح المعتقلين وعودة المختفين. رجعت للجامعة مواصلاً الدراسة، والعمل الطلابي، رغم كل الصعوبات استطعت الحصول على بكالوريوس آداب من جامعة بغداد، أديت الخدمة العسكرية مجنداً في بغداد، ثم قاعدة القوة البحرية في جنوب العراق، كانت أصعب فترات حياتي لما تحملته من مخاطرات بسبب قوانين الاعدامات التي باتت متاحة أمامهم للتنكيل والتخلص من أي انسان حتى وإن كان يؤدي خدمة الزامية!. كنت على تواصل مع اليساريين بكل مشاربهم، سواء كان اتحاد طلبة كوردستان وحتى الحزب الديمقراطي الكوردستاني من خلال علاقات شخصية، أو من خلال علاقات القرابة، حيث كان منزلنا في بغداد، مضافة للغريب والقريب.

 

2

أذكر في بدايات طفولتي كنت أحب بناء الوجوه الطينة والأجسام، أعجبتني الوجوه السومرية عندما زرت مع والدي المتحف العراقي، كان عمري أقل من عشر سنوات، كنت أحاول أن أصنعها من الطين أو مواد البناء، وعندما أنتهي، كنت أحاول رسم ما تقع عليه عيني، وخاصة أفراد العائلة، دون أن يعرفوا، بعدها يتفاجأون بصورهم، كان شقيقي وشقيقتي وهما أكبر سناً، هواياتهما الرسم. أيام الجامعة كنت متابعاً للمعارض التشكيلية في بغداد، وزيارة المتاحف، داخل العراق والاهتمام بالهندسة المعمارية.

3

تركت العراق في نهاية ١٩٧٨ بعد أن شعرت بهجمة النظام على الحزب الشيوعي واليسار العراقي، توجهت مجبراً إلى ألمانيا الشرقية، وهناك كان اهتمامي بالدراسة الأكاديمية، وبما أنتجه الفنانون الألمان في مختلف مناحي الحياة الثقافية وخاصة المسرح والأوبرا في مدينة لايبزك والمدن الأخرى. حصلت على شهادة الماجستير (صحافة) سنة ١٩٨١. توجهت إلى عدن في جمهورية اليمن الديمقراطية مع زوجتي وولدي الوحيد، عشنا فيها أربع سنوات ونصف، عملت في الإعلام في دار الهمداني دائرة الترجمة ومحرراً في صفحة ١٤/اكتوبر، في تلك الفترة، أنجزت خمسة كتيبات للأطفال، طبع ونشر منها ثلاثة، كما كنت أعمل في مجلة للأطفال (نشوان) مساهماً، كما كانت لي نشاطات سياسية وثقافية ضمن الشبيبة، أو العمل مع حركات التحرر المتواجدة في عدن. بعد أحداث ١٣/يناير ١٩٨٦ والحرب الأهلية، قررت ترك اليمن. وصلت السويد في أغسطس سنة ١٩٨٧. تعلمت اللغة ودخلت السوق. واتخذت من قرية صغيرة سكناً وأنا ابن بغداد والمنافي في العواصم العربية والأوربية.

4

كنت أبحث عن هواياتي القديمة، كنت أحاول المراجعة، لكن بعد أن تجاوز عمري ٥٣ سنة، قدمت بطلب تعلم النحت في المدرسة العليا الشعبية، قبلت ومررت بسنة تذوقت فيها المعرفة في مختلف مجالات التشكيل: الرسم، الكرافيك، التصرير، الموديل، السيراميك، والنحت؛ النحت كان الأقرب لي من بقية المواد، استمررت في قسم النحت قرابة ثلاث سنوات. لكن بعد تلك السنوات أُغلقت المدرسة، ومعها أُغلق عالم النحت، لأبدأً مع عالم الرسم، لأنه أقل كلفة وأسهل، يمكنني الرسم في البيت، والمتابعة للمعارض والنشاطات الفنية من خلال النت والتلفزيون وحتى السفر داخل السويد وخارجها. 

شاركت مع فنانين من السويد من خلال المدرسة في معارض ضمن الاقليم Västmanland  لم أقم معرضاً شخصياً لأن كلفته عالية؟.

5

كنتُ أستمتع بوقتي في مرسمي الشخصي، حتى اصابتي بالمرض، حيث أجريت لي أكثر من عمليتين كبريتين. أستمتع بالرسم والتخطيط؛ أما عن المدارس الفنية تمتعني الكلاسة وخاصة النحت، وأتذوق أغلب المدارس الفنية القديمة والحديثة، وقد مررت بها، لكن أجد نفسي في المدرسة التعبيرية والانطباعية.

6

رسمتُ لوحة إلى المناضلة الكوردية ليلى قاسم ورفاقها الأربعة في ليلة اعدامهم في سنة ١٩٧٤ من قبل نظام البعث الفاشي.

7

معجب بالفنانين العراقيين والعرب، وتأثرت بهم وخاصة الرواد، أتمنى أن أتعافى من المرض كي أعود لممارسة نشاطاتي الفنية بقية عمري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى