نَشيدُ كورونا…

فاضل حاتم-العراق

ماذا أصابَ الأرضَ من بعدِ الحروب
ماذا يَدبُّ في الدروب
الناسُ تسألُ من بعيد
ماذا يريد
مااسمهُ الغولُ العنيد
ويُغَلّقونَ أبوابَ المدينة
من الصباح إلى الغروب
نعشٌ هنا
موتٌ هناك
لعنة ٌ حَلّت ولا قيامة
لا المهدي جاء ولا المسيح
الأرضُ تائهة ٌ ، كأنّ نجومها فرّت
وضاق بأهليها المساء
مهجورةٌ مدن الصفيح
مذبوحة تلك القصور ونخيلها
يجثو على ركبتيه ِ ، كأنّ إعصار السماء
ضربت جبهته ُ فخار
كأنّ زلزالا عنيف زحفت يداهُ إلى الجدار

الموتُ يجري كالسيول
يبتلعُ البيوتَ والقرى والمزارع والحقول
وينشرُ الداءَ على الأسطح ِ

كورونا ..
كورونا ..
كورونا ..

تلك القرى مرّت بها جائحة
من الجراد والطاعون والكوليرا والمطر
تلك القرى ..
جائعة ٌ
عاريةٌ
نائحة
شربت آبارَ صبرِها من السنين
فقرا ً، وعوزُ البائسين
رداؤها ، تهذي بأحلام السفر
فوق خيول ٍ جامحة
لكنها وآحسرتاه باتت على برد الشتاء
تحلمُ لو أنها على أسرة ِ المشفى كسيحة

لو أنها كلبٌ فتأويه الدروب
وينامُ فوق أضلعها الغُروب
فلا أسى ينسجُ من أكفانها أناشيدَ الرثاء.

كورونا تصرخُ في الدروب
من لايؤوبُ لداره ِ من لا يؤوب
سوف يلقى غربتي
أنا مثل (ميدوزا) شهقتي ونظرتي
أعشقُ الدخان والهواء
وزفرتي ..
كف ٌّ من الموت الكئيب
أتثائبُ في وجه ِ الغريب
أحملُ الصلبان والشواهدَ والحجر
غولٌ يمدُّ جناحيه ُ شرقا ً وغربا
رئتايَ تبتلعُ الشجر
كورونا
كورونا
أسمعُ الناسَ تنادي من بعيد
وتدندنُ أجراسُ موتي من جديد.
كورونا
كورونا
كو….رو….نا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى