المطران عطا الله حنا: نطالب الشعوب الأرض بتحقيق العدالة التي سُلبت من أرضنا المقدسة

القدس | سبسطية الروم الأرثوذكس

استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم في كنيسة القيامة في القدس القديمة وفدا من دعاة السلام الامريكيين الذين وصلوا الى الاراضي المقدسة في زيارة تضامنية مع شعبنا وتأكيدا على قيم العدالة ونصرة المظلومين والانحياز لحقوق الانسان .
وقد رحب بهم سيادة المطران وهم يزورون مدينة القدس هذه المدينة المقدسة الفريدة من نوعها في العالم وهي المدينة التي لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الثلاث انها مدينة السلام والتي غيب عنها السلام بسبب ما يمارس بحق شعبنا الفلسطيني من مظالم ومن انتهاكات خطيرة وصلت ذروتها بالتعدي على حرمة الاحياء والاموات وكلكم شاهدتم المشاهد المروعة لما حدث في جنازة الشهيدة شيرين ابو عاقلة كما وغيرها من جنازات الشهداء في القدس.
الاحتلال لا يحترم مكانة القدس واهميتها ويسعى لطمس معالمها وتزوير تاريخها وخلال الساعات الماضية استمعنا الى الاخبار التي تتحدث عن مسيرات المستوطنين الاستفزازية والتهديدات بهدم المسجد الاقصى واننا نعتقد بأن هذه التيارات المتطرفة والمواقف العدائية انما تتناقض مع كافة القيم الانسانية والروحية النبيلة كما انها لا تنسجم مع الجهود المبذولة من قبلكم ومن غيركم من دعاة السلام في عالمنا.
ان كلمة السلام كلمة جميلة ولكنها على الارض ليست موجودة فالسلام الحقيقي لكي يكون يجب ان تتحقق العدالة ونحن بعيدون كل البعد عن العدالة فالفلسطينيون يظلمون في كافة تفاصيل حياتهم وتستهدف مقدساتهم واوقافهم ولذلك وجب عليكم وعلى كافة دعاة السلام في عالمنا ان يطالبوا اولا بأن تتحقق العدالة وان يزول الاحتلال لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها والتي في سبيلها ناضل وما زال يناضل ويقدم التضحيات الجسام .
ان السلام شيء والاستسلام شيء اخر وما يريده الاحتلال من الفلسطينيين هو الاستسلام وكلمة الاستسلام ليست واردة لدى الفلسطينيين الذين لن يرفعوا الراية البيضاء ولن يقبلوا بما يريده الاحتلال لهم .
من قلب كنيسة القيامة المجيدة وفي موسم عيد القيامة المبارك اناشدكم واطالبكم كما واطالب كافة الاحرار في عالمنا بضرورة تبني مسألة الدفاع عن القضية الفلسطينية فهذه القضية ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم بل هي قضية كافة الاحرار في عالمنا المؤمنين بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية .
كونوا دائما الى جانب الحق وانحازوا الى فلسطين وشعبها فهذه قضية أممية تخص كافة الاحرار في عالمنا ونحن كفلسطينيين معنيين بأن تتسع رقعة اصدقاءنا في سائر ارجاء العالم .
نريد اصدقاء وليس اعداء ونريد ان تتسع رقعة شعوب الارض المتفهمة لعدالة هذه القضية والتي نعتبرها اعدل وانبل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .
نرفض الحروب ومظاهر الكراهية والعنصرية والعنف والقتل ايا كان شكلها وايا كان لونها ونعتبر بأن فلسطين وعاصمتها القدس انما هي مفتاح السلام فاعملوا من اجل سلام القدس ومن اجل تسود فيها العدالة وتنتهي وتتوقف مظاهر الظلم تجاه شعبنا الفلسطيني ومقدساتنا واوقافنا ومؤسساتنا .
نادوا بأن تتحقق العدالة في بلادنا وهي ارض غيبت عنها العدالة ولسنوات طويلة والعدالة في مفهومنا هي ان يزول الاحتلال وان تتحقق طموحات شعبنا وتطلعاته الوطنية بالحرية الكاملة في هذه البقعة المباركة من العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى