على أطباق قلبه البراقة

نادية محمد | مصر

لم يكن أبي يعرف عيدا للحب

لم يكن يهدي أمي خاتما أو هدية

 في علبه قطيفة حمراء

ولا يتلفظ بكلمة حب واحدة لأمي

ولا يكتب قصيدة وينثرها فوق رأسها في عيد الميلاد

 فقط !

يكتفي بقطف زهرة من عينيه لوجهها الصبوح

يتابع وقع قدميها الصغيرتين على أرضية البيت

وحين تتعرق من حمل أكياس البلاستيك المملؤة باحتياجات المطبخ

يصرخ فيها حتى لاتشتري ما يفوق وزن زراعيها

حين تنام من تعب ترتيب المنزل

يخشى أن يشعل ضوء الغرفة حتى لايوقظها

يتحسس على أصابعه ويتناول ملابسه للذهاب لعمله باكرا

دون أن تشعر به

وفي إجازة العمل يجلسها أمامه حتى يمعن النظر لوجهها

ويقرأ عليهأ جريدة الصباح

وهي تسمع باهتمام ما ليس تفهمه

وعند استقبال أقاربها يفتح الباب على مصراعيه

ويقدم لهم فناجين الشاي بنفسه

 على أطباق قلبه البراقة

وحين نزول الليل بطيئا

تسرع هي  للغرفة تعطرها بأنفاسها الدافئة

حتى ينام قرير العين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى