حجر يلهو مع الأمواج

د. أحمد جمعة | مصر

لا يهم الحجر على الشاطئ
إن كان البحر سيجف غدا
هو يستمتع الآن
بالأمواج،
لا يشغل باله إن صار غدا
رملا أو ذرات غبار
ترمي بها الريح في مكان غريب،
يعنيه فقط أنّه الآن حجرٌ عند الشاطئ
تداعب صلابته الجميلات
بأقدامهن الناعمات،
لا يشغله إن تم نقله قريبا
من الشاطئ
لأمام بناية مهجورة وحيدًا
لا تؤنسه مِقعدةٌ
لأنّه الآن يعبّئ ذاكرة حصواته
بالذكريات الجميلة
ليستعين بها على شقاءٍ
ربما لن يأتي،
لأن الأمواج التي تمنح السعادة
قادرة تماما على الإفناء.

لا أقول لك:
كن حجرًا،
أقول: أحيانا يأتي الحجر بأطيب الثمر،
يصنع دوائر في الماء
تبدد سكون الحزن
وتوسّع في النفس مساحات للأمل،
يساهم في البناء
لا يهدم،
يقف وسط الميادين شامخا
تمثال حرية
أو رمز حضارة،
يتفجر منه الأنهار.

لا يهم الحجر ما سيأتي غدًا
لأنّه لا يضمر داخله تجاه العالم
سوى حسن الظن،
ولهذا هو الآن على الشاطئ
يلهو مع
الأمواج!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى