الناجي

مروان عياش | سوريا

اللوحة للرسام ديلاور عمر

وماذا تَركتَ وراءَك
صُدفة
مكسوةً بالطين
لمنْ تنازلتَ عن ساقِ الليمون
تلك التي أَورقتْ قدماً ذاتَ فقدان
وعلمتكَ القفزَ خلفَ المحال
أكان للغرابِ الهاربِ خلفك
لأبوابٍ جريحة
أودعَتْ في قلبك مفاتيحَ الدار
أم هي صفقةُ صلحٍ
مع المحتوم… أشعلتَها
كي لا يقضمَ البردُ يديكَ العظام
أخِفت أن يأكلكَ الذئب
مرةً أخرى
فرميتَ له رائحة خوفكَ في النار
يا نبيَّ الزنازين
والوصايا الألف
والعهدِ المغفور
يا ذا السين
والهجرة
يا رسول البعث والعودة
لن يرجعوا لأبيكَ بدمٍ كذب
ماتوا بلا موتٍ…
بلا ندمٍ … رحلوا
و تركوا الصبي في البير
لا قميص يُعيدُ عيناً اقتلعتها الريح
ولا قافلة تسلكُ هذا اليباب
ولا لا.
لن يبيعوكَ في مِصر يا عزيز
فلا تعدْ من ذاكَ الطريق
وامضِ أيها الناجي صدفةً
إلى عطر الليمون
حيث أتاك…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى