وفجأة

حنان عبد اللطيف | سوريا

الفنانة الهولندية: إليزابيث أليدا هانين

ودون أدنى التفاتٍ
إلى مارسم لنا هذا
المدى من ظلالٍ مشوهة
كبرنا ياصديقي بأجسادنا
ولم نسمو بعقولنا عن قشور الأشياء
أنكرتنا هويتنا وبصمتنا ورائحة عرقنا
فبتنا في العراء نرجم سوءة أفعالنا
بحجر أصم أبكم
ونرمي الأشلاء في جب النفاق تكتما!

لم نتعلم بأن الصمت احتضار
مع العقول الضحلة
والنفوس المشتقة من ألف شوكة ومخرز
وأن حليب التمني سيَفسد
إن طال عليه أمد البقاء
في أثداء الحياة المتقلبة الأوجه!

و فجأة يا صديقي
يخونني صمتي
وتخونني المرايا
وغبش الرؤية
بعد أن تعرّت الوجوه أمامي
وتساقطت أقنعتها الهشة
من أول علامة استفهام
إلى أخمص الخذلان …!
.
.
أذكر ذات بوح
منذ كلمتين وحرف
وانا أنفث بالهواء
دخان لهفتي المحترقة
لرسم وطنٍ
بحجم اغترابي
بحجم خذلاني
خانتني الكلمات
في منتصف الشرود
ممزقة غشاء نُبلنا
بمسامير صدئة لاترحم خفق القلوب النقية!

متعبة أنا ياصديقي
وفي المدى أسافر
أبحث عن دليل
لعبور القافلة على جسد الحقيقة!

متعبة أنا ياصديقي
من رائحة عفننا نحن البشر
نحن من ندعي الحضارة
مع كل صباح!
وننساها عند سرير الموت
لنتظاهر بأن الحياة
لفظتنا من رحمها أنبياء!
حاسر ذاك الضمير
فعمَّ يتسآءلون؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى