كورونا والنجوم !

د. محمد السيد السّكي | استشاري تحاليل طبية وكاتب وروائي مصري

الفيروسات تلك المخلوقات النانومترية المتناهية في الصغر و التي هي خليط ما بين الموت والحياة لا تستطيع التكاثر الا في داخل الكائن الذي تتطفل عليه حيث تستغل مادته الوراثية من خلال الارتباط بها لإنتاج نسخ من الفيروسات تستمر معها سلسلة الحياة..
وهي ترتبط بمستقبلات معينة على سطح خلية العائل ثم تدخل لداخل الخلية وتتكاثر بداخلها.. ورغم التقدم العلمي المذهل الا ان أسرار الكون مازالت عصية على الادراك والاحاطة ، فكما ان الكون يتسارع في التوسع بسرعة تفوق سرعة الضوء بفعل الطاقة المظلمة التي تملأ الكون ، فإنه لابد أن يتصالح عقلنا مع نفسه ولتشرق فيه زهور متفتحة ، ربما تختفي وراء جمالها وطيب رائحتها معانٍ وفلسفات ومفاهيم جديدة..
أن أفكارنا لهي اللبنة الأولى لجميع افعالنا، وان الطاقة لهى السر الاعظم في حياتنا، ولقد أدرك المصريون القدماء وأهل الحضارات ان ثمة قوانين طاقية تحكم الكون وتجعله في ارتباط مع الانسان والحيوان والجماد بل ومع الأفكار ، فاصبحوا أصدقاءً لتلك الأفلاك وعلى دراية بتاثيراتها الخفية على المخلوقات..
ومعذرةً فإنني ساطرح تساؤلات كثيرة في تلك المقالة محاولاً رمي حجر في بركة يحسبها البعض انها نتنة وربما هي تحتضن أعذب مياه..
إنني اتساءل دائماً عن ماهية ومغزى الرسالة المراد توصيلها من دلالة التشابه بين الأشكال التي تتخذها النجوم في الافق المنظور (البرج الفلكي) وبين الصفات النفسية التي يحملها الكائن الحي الذي يحمل اسم تلك التشكيلات النجمية؟!..
إذ أن النجوم المكونة لبرج العقرب مثلاً عند النظر اليها تراها تظهر على شكل عقرب، كما أنه يوجد تشابه وتماثل عجيب بين صفات العقرب النفسية وتفاعلاته الاجتماعية وبين صفات مواليد برج العقرب ؟! . وكأن هناك رسالة ما لك تهتدي بها ان ثمة سر خفي يجب أن تنتبه له، فما سر ذلك التماثل العجيب في الكون؟! ..
و أتساءل عن المقصد الذي تشير اليه بعض الآيات الكريمة مثل “والسماء ذات البروج”.. “تبارك الذي جعل فى السماء بروجاً”..”فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم”…
واتسأءل لماذا تلك المليارات من النجوم موجودة وهل فائدتها الاهتداء ليلاً فقط ام لها أسرار أخرى؟! ..
واتساءل عند سماع قول الله تعالى “وجعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم”.
فلماذا يحفظ الله تلك البروج من الشيطان؟!
وماهي تلك الزينة التي يتهافت عليها الناظرون؟!..
و أتساءل مبحراً في فلسفة الاعداد ولماذا كانت ايام الاسبوع سبعة ايام؟! وهل التوافق عليها كان توافقياً ام توقيفياً؟!
وهل معرفة ذلك التاثير الذي تؤثر بها تلك الابراج على الإنسان هل توفيقي ام توقيفي؟!..
أن اهل الحضارات القديمة فطنوا للرباط المقدس بين اجرام الكون والانسان وعرفوا تأثير تلك الاجرام السماوية على شخصية الانسان ومناعة جسمه. بل انهم وضعوا اسساً لتلك العلاقة المعقدة وتحدثوا عن الأوضاع الفلكية التي يتزامن معها ظهور الأمراض الغريبة..
لم يعد الان خفياً علينا أن نشاط الرياح الشمسية يتزامن معه زيادة العصبية وميل سلوك الانسان الي العدوانية وتنتشر معها الحروب. وكما ان القمر يجذب ماء البحر فإنه يؤثر على الماء الذي بدمك وفى خلاياك فيوثر على مناعتك وعلى قوة روابط أشواك الفيروسات بمستقبلات خلاياك..
واذكر هنا ما سطره المنجم الإسلامي الكبير ابو معشر الفلكي وهو يتحدث عن اقتران الجباران “كوكبا المشتري وزحل” في برج الجدي وكيف يصاحب ذلك ظهور الأمراض الغريبة التي لم تعرف من قبل..
جدير بالذكر ان كوكب زحل والمشتري اقترنا في عام ٢٠٢٠ م في برج الجدي وهو العام الذي ظهر فيه فيروس كورونا.. ذلك الفيروس التاجي الذي يحمل في تركيبته الوراثية شريطاً من RNA مما يجعله عرضة للطفرات وظهور تحورات جديدة منه..
واعرض هنا الخريطة الفلكية لعام ٢٠٢٠م وعلاقة التنجيم بفيروس كورونا وما صاحبه من تردي اقتصادي وكيف ان تكرار الوضع الفلكي تتكرر مع الأحداث..
الوضع الفلكي في عام ٢٠٢٠ م لم يتكرر الا كل ٧٤٠ عام
– زحل وبلوتو والمشتري فى الجدي
–  اورانوس فى الثور
– نبتون فى الحوت
اقتران زحل وبلوتو وهما الجباران والنحسان الاصغر والاكبر فى برج الجدى – برج الظلم والطغيان- لم يتكرر الا منذ حوالي 250 سنة .. اي انه بالتقهقر للوراء سيكون ذلك عام 1770 م وهي فترة انفصال المماليك وعلي بك الكبير عن العثمانيين ، وأيضاً ظهور وعلو نجم الروس ، كما أن ذلك يعطينا صورة عن الوضع العالمي وزيادة صوت الدكتاتورية حتى خروج بلوتو من الجدي عام ٢٠٢٣ م..
اورانوس وهو كوكب الثورات والمفاجآت فى برج الثور – برج الثروة و المال- لمدة سبع سنوات وهذا لم يتكرر الا منذ ٨٤ سنة حيث ستلاخظ أن الكساد الكبير كان في الثلاثنيات وهذا معناه تقلبات اقتصادية لمدة سبع اعوام حتى عام ٢٠٢٦.. نبتون كوكب الأوبئة في الحوت وهو برج الأوهام والاسرار والغموض والمخاطر والمحبس..
إن تلك الخريطة الفلكية التي كانت في عام ٢٠٢٠ م هي ذاتها التي كانت من قبل فى عام 1340 أي زمن الطاعون الأسود.. وهناك تشابه عجيب في مسار انتشار الطاعون الأسود وجائحة كورونا، إذ أن منبعهما من الصين ومرا بايطاليا ايضاً.. بل ان الخريطة الفلكية في عام ٢٠٢٠ م كانت مماثلة للخريطة الفلكية في عام ٥٤٠ ميلادية وهي فترة الطاعون الذي قتل ٢٥ مليون انسان بل ان الشمس بقت عاماً كاملاً لا تظهر الا اربع ساعات عام ٥٣٦ ميلادية !!..
أسأل الله العظيم الا يخبو وهج نجومك ولا تأفل نيرانها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى