معالي المثقف والرقي (28)

الشاعر أشرف حشيش | فلسطين

كل الذين أداروا ظهورهم عن الحق وتناءوا بصناعة المواقف المزيفة انزلقوا على الدرب ، وتفككت عقدة غرورهم ولم تستر جلد عارهم العَطِن المليء بالنخاريب

الرقيّ يحتاج لوجه صريح ، يشرق بأشعة المحبة ، لا يعتمد على قناعٍ مصنوعٍ وجلدٍ مدبوغٍ ، ولسانٍ فصيحٍ لا يباغتك ويغرقك بالشتائم في سبيل الدفاع عن حججه

الرقي يحتاج منك أن تواجه غصات الحياة بشجاعة حين تقف كالجدار كالبحر أمامك دون أن تلعب دور الضحية أو تلقي باللوم فيها على غيرك ، أو تلقي بغيرك في بحرها في محاولة لتسلم منها على سبيل (رمتني بدائها وانسلّت)
فالحياة فيها الموت وفيها البُعد وفيها الأشرار ، وما دمنا لا نستطيع الموت بإرادتنا فلا بد أن نحيا برقي تحمّلها

كيف ترقى ولديك شهيةٌ في الفتنة تقتحم عليك كل منافذ تفكيرك؟!
كيف ترقى وأنت تُصدر المفاهيم الخاطئة التي تكشف عن غصة في حلقك وحسرة في قلبك؟!
كيف ترقى بأولادك وأنت تقول الزواج لغاية لجم الشهوة ؟!
وتكشف بهذا عن مبان مخلخلة ومعان موتورة

كيف ترقى وأنت تنتقل من خلاف لآخر ومن شتيمة لأخرى ، وتعرض مسرحيتك الهزلية على خشبة الحياة بكل فصولها النكدة المليئة بالخيبة ، فحاول أن تنقذ نفسك في الفصل الأخير ، فلا يزال لديك متسعٌ من الوقت.

من كتابي معالي المثقف

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى