السلوك السوي.. الإتيكيت (2)

د. فيصل رضوان | الولايات المتحدة الأمريكية

نائب رئيس مجلس إدارة جريدة عالم الثقافة

تعلمنا منذ الصغر أهمية الأخلاق الحميدة والسلوك المهذب. تعلمنا إذا طلبنا شئ، نحتاج أن نقول “من فضلك”، وأن نقول “شكرًا وعفوًا” ، وأن نشارك الكرة مع الأطفال الآخرين ، وأن نمضغ الطعام وأفواهنا مُغلقة. لا يمكن التهوين أو التشكيك في أهمية آداب السلوك لإنتاج أجيال ناجحة وأمم قوية.

الكثير من آداب السلوك موجودة في حياتنا بشكلٍ تلقائي . الفرق هو أننا، الآن ، ونحن أشخاص بالغون لدينا القدرة على التفكير وطرح الأسئلة وتحديد آداب السلوك “الإتيكيت ” المناسب قولًا وفعلًا لأنفسنا. ما هي هذه الآداب؟ ولماذا ، بالتحديد ، الإتيكيت مهم؟

فى المقال السابق (الرابط فى نهاية المقال) عرّفنا الاتيكيت على أنه مجموعة من القواعد والآداب التي يمكن أتباعها حين التعامل مع الآخرين في أي موقف محدد. ونعلم جميعًا أن الأمر ليس بهذه السهولة، لكنه على الأقل هو نقطة البداية عندما لا نعرف ما يمكن توقعه وكيف نتصرف حينما نفاجأ برد فعل الآخرين.

أهمية آداب السلوك تكمن أكثر فى اللطف وجعل الآخرين يشعرون بالراحة. التعامل الأنيق المؤدب لا ينبغى أن يحمل فى طياته فظاظة مستترة ، بل يحمل معاملة الآخرين بصدق وإخلاص بغض النظر عن ماهيتهم “من هم” وكيف يكون رد فعلهم.

تحتوي كتب الاتيكيت على الكثير من القواعد والإرشادات، مثل إرسال ملحوظة شكر لشخص تكلف الوقت والجهد لحضور حفل زفافك، أو كيفية تقديم شخصين غريبين بشكل صحيح. أهمية الآداب هي أكثر بكثير من إرشادات مكتوبة، بل هى تفاعلات إجتماعية كل يوم. سواء كنا نتحدث مع كاشير فى محل بقالة، أو نخطط لمشروع عالمى مع زميل عمل مهم. الطريقة التي نتحدث بها ونتحرك ونتصرف تؤثر على من حولنا وتصنع هذا الفارق المهم فى النتائج.

ربما قواعد الآداب المكتوبة هي مجرد نقط بداية لتعليمنا كيفية التعامل مع الآخرين بشكل جيد حتى نصنع يومًا جيدا وحياه صحية. عندما نقابل تعاملًا وقحًا من شخص ما فى بداية يومنا ، نشعر على الفور بشعور مريض ، وهو شعور يمر به الكثير من الناس وبشكل يومى. ومع ذلك وصفنا الفعل بالوقاحة، ولكن الأصل هنا أن الفعل نفسه يفتقد الأدب وهو سلوك “غير لائق”. هنا نجد أن الكثير من قواعد الاتيكيت تضع اسماء براقة لما هو معروف بالفعل من السلوكيات الاجتماعية اليومية.

فى المقال القادم نناقش ما إذا كان الاتيكيت يختلف بين الثقافات والشعوب.

أرجو الإطلاع على المقال السابق من سلسلة الاتيكيت المنشور فى مجلة عالم الثقافة خلال الرابط التالى:

الاتيكيت (1) د. فيصل رضوان | الولايات المتحدة الأمريكية
http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=75707

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى