من ذكريات الوجد…

شوقي بغدادي-شاعر سوري

كنت اقرأ في الليل المجموعة الشعرية الوحيدة للمرحوم الطبيب والشاعر القدير في استخدامه اللغة كمهارته في الطب الذي درسه في الجامعة الامريكية في بيروت وكَلَفِه بالحب والعشق وله فيه قصصْ ومغامرات شائقة مذكان طالبا في الجامعة مع الشاعر الفلسطيني الشهير ابراهيم طوقان .. والديوان الشعري الذي كنت اقرأفيه ليلا هو الوحيد للطبيب الشاتر الظريف والملهم والعاشق الاسطوري وعنوان الديوان : ( بيني وبين الغواني ) وقد أهدانيه في احدى زياراتي القديمة لمدينة حماة وزرته اكثر من مرة في بلده واكلنا وشربنا معه ومع اصدقائه المقربين منه هكذا اتيح لي ان افهمه جيدا فقد كان انسانا مرحاً ومضيافا سخيا …قرأت ديوانه منذ زمن قديم واحببته ثم مر الزمن عليّ وانشغلت عن ذكراه وضاع ديوانه بين كتبي الكثيرة حتى وجدته اخيرا وعدت الى قرائته من جديد . وقد توفي الطبيب الشاعر العاشق وجيه بارودي منذ سنين ورثيته بقصيدة مخلصة اذكراه والقيتها في حفل كبير في حماة وقد ارويها لكم ذات يوم اما الآن فسوف اروي لكم مقطعا من قصيدة نموذجية له في ادائها اللغوي والعاطفي في دفاعه عن نفسه كعاشق دون جوانيّ قي بلد محافظ نسبيا …اسمعوا اواقرؤوا معي هذه الابيات التي تذكرني بهذا الانسان الرائع في علمه وطبه وعشقه وشعره وجيه بارودي :

ما زلت أحلم بالزلفى وانشدها.
حتى مضى العمر والزلفى هي الحُلُمُ
الحب اصبح شغلا شاغلاً ابداً
لا يعتريني على طول المدى السأمُ
احلى حديثٍ حديث الحبّ يبعثه
متيّممٌ بلظى الاشواق يضطرم
مصوّرٌ يجعل الآلام ماثلةً
والعبقريّةُ يذكي نارها ا الألمُ
يعيدُ ذكراه مشغوفاً بها كلَفاً
يشكو لآلافهِ البلوى ويحتكمُ
فكلُّ خالٍ لديهِ عاشقٌ ثمِلٌفي
ولا مدامة إلا الشعر والنغمُ
والصبُّ من الم الشكوى ومن طربٍ
يكاد يسعى الى فيهِ فيلتهمُ
الروضُ لولا الحيا صحراء مقفرة
والشعرً لولا تباريح الهوى كَلِم
غامرت في الحب ما أغفلت.،ُ سانحةً
وفي انتزاع الأماني تشحذ الهم
إذا انتشيت أخوضُ البحرَ أطلبها
ما بعد صحويَ إلا الويلُ والندم
أخفقتُ بعد نصالي لم أنلْ وطراً
ولا أزال بِنَيْلِ الوصل أُتّهَم
يا حسرةَ القلب لما جئت أسألها
هل أنتِ غضبى تولّتْ وهيَ تبتسم
الحسنُ في مجده والكبرياءُ لها
والآنساتُ الغواني حولها خدمُ
قالوا جُنِنتَ فما أحلى الجنون بها
ما أبعد الروحَ عنكم ايها الرِمَمُ

ما رأيكم الآن يا حضرات.. ..؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى