والعمر إذا تنفس

أبو أيهم النابلسي| سورية

هـل أنـا كـل تلـك المسـافـة
بيـن مـا كنـت قبل سبعيـن عـام
وبيـن وجـودي وحيـداً
بيـن هـذا الـزحـام

هـل أَنـا
مـازلـتُ أقطـف غيمـاً مـن حقـل روحـي
وأصـبُّ البيـاض علـى ضحكتـي
كـرنفـال غمـام
وبيـن خيمـة حـزنٍ تـزقـزق فـوق عيـونـي
وتهـزُّ الهـواء فـي فجـوات الكـلام

انـا كـالعـربـات العتيقـة
عـالـق بـالسـراب المبجـل وأسيـر دون مـرايـا
طـازج كـالفـراشـة
ضـاحـك كـاندلاع الحيـاة
وبـائـس مثـل قبـر
لا أُقـدم الخبـز للميتيـن
ولكننـي أنـزع الـوحـل عـن المـوحليـن ..
اذا مـا تـوقفـت عنـد حـدود السـؤال
تـوفيـتُ وأصبحـت نصـاً قصيـراً
او جمـلـة فـي مقـال
يطيـر علـى صفحـات الفضـاء
مُـتُّ أمـام عيـوني وأنـا أجلس القـرفصـاء
سـلام علـيَّ
يـوم أعـود الـى آخـري ويـوم أُحـبُْ
ويـوم تقشّـرنـي الكبـريـاء ..

كبـرتُ ومـازال نفـس السـؤال
أُوجهـه لأنـاي
مـاذا تـريـد وأنت تعبـر كـالظـل هذا الوجود
وتـرشـف كـل فتـافيـت قلبـك
قطـرة إثـر قطـرة
هـو العمـر يـأتيـك كيـف يشـاء
حتـى اذا لـم تعشْـه كمـا ينبغـي
سـوف تحمـل وزره
عليـك انتظـارك عنـد الممـر الأخيـر
فـكـن صـرخـة فـي الضبـاب الـرجيـم
رعـوداً يهـزُّ جيـوب اليبـاس العقيـم
فـالحيـاة خشخشـة غـامضـة
فـي فـراغٍ شقـي
فـكن طيبـاً كـالرغيـف بفـم الجـائعيـن
ولا تـكتـرث لنتـوء الهـواء
وهـلـوسـة الطـاحنيـن ..

فكـل مصـاغ الحيـاة
يطيـر.. يهـرب منـك بكـل اتجـاه
ولكـن /
لـديـك هنـاك علـى بعـد مـرمـى
فـراشـة ضـوء ..
فـاركـض وراء المسـافة
وامسـك يـديـك ..
واتـرك الحـلـم يحـلـم !!
// كل عام وانا اكبر
بالايمان والحب //

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى