خلف هذا السكون

عمر البطا | شاعر من مصر

السَّمَاءُ مُرَشَّقَةٌ بِالصُّخُورِ، كَأَنِّي
تُظَلِّلُنِي رِئَتَايَ!
وَشَمسٌ عَجُوزٌ
تَقَاسَمَ غَيمُ الضُّحَى وَجهَهَا
المُبتَذَلْ

ضَيِّقٌ أَنتَ يَا كَونُ:
لَوْ أَنَّنِي كُنْتُ أطوَلَ شَيئًا قَلِيلًا
لَقِستُكَ بِالشِّبْرِ!
مِن أَينَ يَأْتِي إِذَن كُلُّ هَذَا الثِقَلْ؟

الهَوَاءُ يُقَلِّدُ شَكلَ الخَنَاجِرْ،
وَبَينَ القُلُوبِ
المَسَافَاتُ تَمْتَدُّ، لَكِنْ
بِأَعمَاقِهَا
شَرَرُ الشَّوقِ يَبرُقُ،
دِفءٌ يَفُورُ،
فَيَطفِرُ حُبٌّ عَلَى الحَدقَاتِ،
فَتَستَرِقُ النَّظرَاتِ إِلَى بَعضِهَا
فِي خَجَلْ

خَلفَ هَذَا السُّكُونِ،
وفي عُمقِ وَطأَتِهِ،
يَصهرُ الشَّوقُ عَظْمِي،
وَيَعتَصِرُ الشَّفَّتَيْنِ
اشتِهَاءُ القُبَلْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى