شهيدها

عقيل حاتم الساعدي | العراق 

يا نائحَ الوجدِ هلْ غسّلتَ مَن ذبحا ؟

دمٌ طهورٌ بلا ذنبٍ لهُ سُفحا

لازالَ غضّا بصيرًا لا يرى حجبا

وقلبهُ في بحارِ العشقِ ما سَبَحا

من بَعْدِ عمرٍ بأرضِ التيهِ ضيعهُ

القلبُ نحوَ جميلٍ هائمٍ نزحا

قلبٌ كطيرٍ هوى في دوحِ صائدهِ

كأنَّهُ لرياضِ الخلدِ قد لمحا

أمسى أسيرَ غرامٍ في سرادقهِ

رغمَ السهامِ عنِ المحبوبِ ما بَرحا

لسانُهُ لإله العرش مبتهلٌ

وَمَنْ سواهُ ذنوبَ السائلينَ محا

آياتُ عشقٍ كما القرآنِ رتلها

فبانَ سرُّ حياة الطينِ واتضحا

عاش الهوى املا من وحي سكرتهِ

وباتَ يرسمُ من آهاتهِ فرحا

مهما يخبئُ أشواقًا ويسترها

فالصبُّ يبدو بعينِ الشوقِ مفتضحا

لحنُ الوصالِ بنبضِ القلبِ أغنيةٌ

ودمعهُ لقلوبِ النَّاسِ قد نصحا

خناجر الشوقِ لم ترأف بحالته

اما رايتَ طريحا بالنوى جرحا

بالدمع ردَّدَ يا عشقي ويامددي

بابُ الشفاعةِ من طَرْقِ لهُ فُتحا

أحلامهُ مثلُ خدِّ الوردِ مزهرةٌ

وفي المنامِ بقربِ المصطفى صبَحا

وراحَ يرقصُ في الآفاقِ مبتهجا

كبلبلٍ نحو غصنٍ وارفٍ جنحا

يدنو لبحرِ الهوى والصمتُ ديدنهُ

وحسنهُ بسوادِ الليلةِ اتشحا

يمضي اللقاءُ وهمسُ الخلِّ يطربهُ

وقلبهُ بغناءٍ ساحرٍ طفحا

ينالُ طعمَ لذيذَ العشقِ من دمهِ

من يوقفُ الفارسَ المغوارَ إِذ جمحا

يطاردُ النجمَ في دربِ الهوى أملا

تراهُ مِثْلَ خيالٍ عاشقٍ شبحا

شهباؤه نحو نورِ الفجرِ سائرةٌ

أرخى العنانَ لها وجدًا وما كبحا

طارتْ بعيدًا ولَم تُدركْ عوالمها

وعزفها حيثُ نجمٌ طارقٌ صدحا

فمالتِ الروحُ عطشى ترتوي رشفًا

والصدرُ أمسى بكأسِ الراحِ منشرحا

من قبّلَ الحورَ يدركْ سرَّ من سُحروا

فضمةُ الصدرِ في ليلِ الغرامِ ضحى

وقبلةُ العشقِ من ثغر الحبيبِ سنا

مصباحُ نورٍ بليلِ النفسِ إنْ قُدحا

لا تشكُ نارَ غرامٍ رُغمَ لوعتها

خمرُ الجنانِ بكاساتِ اللظى منحا

نادمْ حبيبكَ لا تسمعْ لمنْ جَحدوا

للحبِّ وزنٌ على الأعمالِ قد رجحا

واسعدْ بولفكَ والثمْ ثغرهُ سَكَرًا

من ضيّعَ الحبَّ في دنياهُ ما ربحا

فلا تكن راهبا يحيا بصومعةٍ

إنَّ الرؤوفَ عنِ المجنونِ قد صفحا

وعفوهُ ماحقٌ للذنبِ غافرهُ

كالموْجِ كرَّ على الشطآن ِ مكتسحا

الجودُ أقسمَ وحيا من سنابلهِ

بالحبِّ دارتْ على قمحِ الفقيرِ رَحى

بالحبِّ نجعلُ ثغرَ الأرضِ مبتسما

ووجهها برداءِ النورِ متشحا

اللهُ يعطي لمنْ يرضى محبتَهُ

والأرضَ من بعدَ نورِ العاشقينَ دحا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى