حَبَّة اللؤْلُؤْ

موزة المعمرية | سلطنة عمان

أنيقةُ شكلٍ, وثوبٍ, وساحرةُ إطلالةٍ مخمليةٍ, في ساعدها الأيمن إسوارةٌ مِن لؤلؤٍ عاجيِّ, يُعانقُ جسدها كُرسي عثمانيِّ الطِّرازِ والتصميم.. كانت تائهة العين في الإسوارة المُتشابكةِ بتلك الساعةِ المعدنيةِ البريق, كانت مشغولة بفكِّ الإسوارةِ عن الساعة, وكان هو يُراقب بعثرة حركاتها التائهة هُنا وهُناك.
تساقطت حبات اللؤلؤ تتناثر على الرخام حبَّة, أُخرى, تليها أُخرى.. انحنت مُتناسية عناقها للمقعد الملكي, وعانقت برُكبتيها رُخام القاعة البلوري, كانت تلتقط الحبات الغالية الأثمان وفجأة؛ رأت قدميه قريبة من مرمى عينيها, رفعت رأسها عالياً لتراهُ مُبتسماً يُقدِّم لها حبَّةَ اللؤلؤ من يدهِ اليُمنى الشديدة البياض, كيدِ عمالقةِ الأساطيرِ والخُرَافات.
فتحت يدها مُزدانة بمشاعر غريبة ذات دفء ممزوج ببعض العُنفوان, كعنفوانِ الزَّبَاي, بلقيسَ, دَختنوسَ, وأَنتيجونْ, غادرها بهدوء الرياح الخفيفة الجميلة النسيم, غادرها مُغادرة التاريخ الحديث, وما كانت تحب قراءة التاريخ الحديث, تفقدت يدها واستفقدت معه حبَّةً من لؤلؤها الثمين, غادرها وهو يحمل معه حبتها النادرة الوجود,
هل يا تُرى يعود بها يوماً؟!
أم هو مُجرد ظلٍ ذهب مع كوكبةِ أشباحِ وأطيافِ الظلامِ وغيمةِ الحُلُوجْ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى