المدينة الوردية.. حضارة عربية على طريق الحرير

فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات

مدينة البتراء الأردنيّة، وهي إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، وهي مدينةٌ أثريّةٌ عريقةٌ، بناها العرب الأنباط منذ آلاف السنين، وتعتبر من أهم الوجهات السياحيّة العالميّة، التي يتوافد لزيارتها السياح من جميع أنحاء العالم، نظراً لجمالها الفريد.

وطريقة تشكيلها وتكوينها، فهي مدينةٌ منحوتةٌ في الصخر، وتمتلك بالإضافة إلى هذه الخاصيّة جمالاً طبيعياً باهراً، حيث تتميز الصخور التي نُحتت فيها بأنها تميل إلى اللون الوردي، كما تحتوي على العديد من التشكيلات الفنيّة الطبيعيّة التي خلقها الله سبحانه وتعالى، وازدادت جمالاً على يد العرب الأنباط، الذين أبدعوا في هندستها، فأقاموا تاريخاً شاهداً على براعتهم، وماثلاً منذ آلاف السنين.

تُعرف باسم المدينة الورديّة، وهي تقع في جنوب الأردن. تحتوي على نظامٍ مُحكمٍ من القنوات المائيّة القديمة، بالإضافة إلى المدرجات، والغرف المنحوتة في الصخر، والعديد من المرافق. تعتبر عاصمة العرب الأنباط، الذين أسسوها حوالي عام ثلاثمئة واثني عشر قبل الميلاد.

وكان لها مكانة مرموقة ورفيعة، لأنها تقع على طريق الحرير، بالإضافة إلى أن موقعها يتوسط حضارات بلاد الشام، وبلاد الرافدين، والحضارة الفرعونيّة في مصر، مما جعلها تحتل مركزاً مرموقاً في التجارة بين هذه الحضارات جميعها. تضم العديد من الجبال الشاهقة، حيث تقع على منحدرات جبل المذبح.

تعتبر أحد الآثار المدرجة على لائحة التراث العالمي منذ عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسةٍ وثمانين، وقد تم اكتشافها من قبل المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت، وذلك في عام ألفٍ وثمانمئةٍ واثني عشر. تحتوي على العديد من فنون العمارة التي تأثرت بالعمارة الآشوريّة، والعمارة الفرعونيّة، والعمارة الإغريقيّة، خصوصاً في بناء المقابر الملكيّة، التي نحتها الأنباط في الصخر، وكذلك المقابر التي تم بناؤها بالحجر المقطوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى