رسائلي إلى مارغريت 16

صالح علي-شاعر وأديب سوري

.

صباح الخير يا مارغريت
لا تحسبي أننّي أنسى مودّتكم
أو أنّ قلبـي بالأغيارِ مشــــغولُ
لكنّما الهمُّ فوق الهمِّ أذهلني
فغبت عنكِ، وحبلُ الودِّ موصولُ!
أول ما تبادر إلى ذهني حينما كتبت البيتين نظرتك النقدية العميقة، فإنّي عالم أنَّ ما يرضي النعمان بن المنذر من نابغة بني ذبيان غير ما يُرضيكِ منّي، وليس ذلك اتهامًا لذوقك معاذ الله!، ولكنه طبعٌ متجذّرٌ في النساء، ستقولين لمَ قلت مودّتكم ولم تقل مودّتكِ فإن قلت لك لأجل الوزن قلت كاذب وإن قلتُ لأجل التعظيم قلتِ: هذه أكذب من تلك، وأعلم علم يقين أنّك تقولين هذا بيت ظاهره الغزل وباطنه الإعتذار لباقي المحبوبات وهو ما دلّ عليه الضمير، نعم فإنّ معشوقاتك كثر
” وأنت امرؤ ميسور أمرك أعسرُ “
نفذت إلى نافذتي أشعة الصباح هذا اليوم وأنا أتقلب في هناءة النوم، وزادني صوت البلابل طربًا، لم أكن أسمع ترانيمها من قبل في هذه المدينة البائسة ولكنّ سكون الناس أعادها سيرتها الأولىٰ، ثمّ دبّت إليّ نسائم الصبح دبيب البرء في الجسد السقيم! فازددت بالنوم لذّة، وبعد سويعة من ذلك رنّ المنبّه رنين أجراس الكنسية إبلاغًا بوفاة أحد أبناء رعيّتها!
فلعنتُ المنبّه ونشطت من عقال وقمت إلى العمل
فتذكرتك بعد كلّ هذا، لأنّي ولا أكذبك القول كنت قد نسيتك،
ولكن خطرت على بالي فجأة فقلت أعتذر إليك ببيتي شعر، والغانيات يغرّهن الثناء وهذا ما كان…
وعن قريب ستصلك رسائل أخرى فلا تيأسي
فإنّي رجعت إلى الكتابه بعد لأي
والسلام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى