أيها الغريب

نص ولوحة: لبنى ياسين – هولندا

أيها الغريب
لا تدر لي ظهرك
لا تشح بوجهك عني
قل لي ما اسمك
صافحني وامضِ في سبيلك
وقل بينك وبين نفسك
أنك صافحت الغريبة

أيها الغريب
المنفى يجمعنا
وكل الأبواب الموصدة
والمراكب الغارقة
ودموع الأمهات
فغنِ لي أغنية عن الموت
والحنين والقمر
واذهب حيث تشاء

أيها الغريب
الوطن أم
واللغة أم
وأنا وأنت يتيمان هنا
نتوارى خلف ابتسامة مكسورة

أيها الغريب
لا عزاء للفقراء
للأيتام
للمهاجرين والراحلين
للغارقين
ومعطوبي الحرب
ولكن
طوبى للغرباء

أيها الغريب
احتضن كفي جيداً
فأصابعي تتساقط
واحداً تلو الآخر
وليس ثمة ما يجمعها
إلا أحلام آيلة للسقوط

أيها الغريب
من قال أن الوطن
مجرد جدران صماء، وبعض الذكريات
كان واهماً
إنه دفء حميم في القلب
وشمس لا تحرق وجنتيك
ولا تترك لك ظلاً واهماً
ها نحن نحمل ذكرياتنا
وحولنا ألف جدار وجدار
فأين الوطن؟

أيها الغريب
الوطن مرآة
تريك ملامحك
تلك التي نسيتها
بعد الرحيل
وما زلت تسأل الغرباء
عن ملامحك التي ضاعت
وتنسى أنهم مثلك
بلا ملامح

أيها الغريب
خذ نايك وأغنياتك
وامضِ في سبيلك
ولا تترك الباب موارباً
فلم يعد بي طاقة للغرباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى