في رثاء الأستاذ يحيى بن ناصر الحارثي – رحمه الله –

عبد الله بن هلال الإسماعيلي | سلطنة عُمان

يُقلِّب في سماء الكون فكرا
وينثره على الصفحات دُرَّا

|||

ويجعله مقاماً من لُجَينٍ
فيرقى في ذرى العلياء قدرا

|||

يمهد حرفه دربًا لجيلٍ
ويصنع مجده في الناس طُرا

|||

يحيكُ بفكره الزاكي حروفاً
ويُلبسُها مريدُ المجد فخرا

|||

ويزرغُ سمته في كل نادٍ
لنجنيَ خيره الموفور عمرا

|||

تبحّر في صنوف العلم عمقًا
وَأفنَى في سبيل العلم دهرا

|||

تراه وقد تقلّد تاجَ مجدٍ
تقلده سلامًا طاب ذكرى

|||

وأصبحَ قامةً يعلو سموًّا
يلوح بسدة العلياء بدرا

|||

بنى صرح التعلم ثم جاءت
وفودٌ نحوه تترى و تترى

|||

فكم جيلٍ تخرّج من يديه
ألا أنعِم بجيلٍ حاز شكرا

|||

مضى وسماء إبرا تعتليها
تعازي الحزنِ يا لسماءِ إبرا

|||

بدت بلباس حزن في حدادٍ
وتجري دمعها الدفاق نهرا

|||

أيا يحيى ستحيى في قلوبٍ
فقد طابت بك الأرجاء ذكرا

|||

ستذكرك المحابرُ في صداها
أيا من للمحابر كنت حبرا

|||

تسطر أروع الصفحات حتى
تهدهدَ من صداها العذب عطرا

|||

وتبقى كلها الشرفات دوماً
لتنعيَ مجدكم سراً وجهرا

|||

ومدرسة تنوح بها صروحٌ
على من سنَّ فيها الفكر طهرا

|||

بفقدك كل أحرفنا تتالت
لتُقرِئَكَ الرثاء وهن حسرى

|||

لأنك أنت من أحييت فيها
صدى الإفصاح حيث لهن أثرى

|||

وكل المكتبات لها حديثٌ
تخاطب بعضها وتقول صبرا

|||

بما فيها (الحديثة) من تزيَّت
برونقك الذي فيها استقرا

|||

وترجو الله رحمته وعفوًا
وغفرانًا يزحزح عنك وزرا

|||

ونوراً يستديم عليك أنسًا
وسلوانا لمن فقدوك مُرّا

|||

3 ذي الحجة 1443هـ – 2 يوليو 2022م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى