السيكولوجية الدينية.. الإسلام وعلم النفس

خالد رمضان | تربوي مصري – عُمان
لم يكن علم النفس علما مستقلا بذاته، إنما كان فرعا من فروع الفلسفة،وانفصل عنها في بداية القرن التاسعَ عشرَ، وهو علم يبحث في نفس الإنسان، ودوافعه، وانفعالاته، وتغيراته النفسية،والمزاجية،وأشهر علمائه سيجموند فرويد، وجان بايجيه، وجان جاك روسو.
وإذا تأملنا سويا نظريات علم النفس السيكولوجي فسنجد أنها تسير جنبا إلى جنب مع التعاليم الإسلامية، وهذا دليل جليٌّ على أن الدين الإسلامي هو منبع، ومصدر الراحة النفسية، تطابقًا، وامتثالًا مع قوله تعالى “ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا
فعلى سبيل المثال لا الحصر تقول إحدى نظريات: أن الإنسان يستطعم ويستلذ طعامَ مَن يرتاح له، وتميل نفسه إليه، فلو جلست في مطعم تنتظر الطعام حتى إذا جاءك الجرسون فإنك تكون في لهفة، وتشوق لهذا الطعام، وستجد له لذة لا تجدها في طعامك الذي أعددته بنفسك لأنك بذلت فيه مجهودًا كبيرا، وهذا الاستمتاع راجع لإعجابك بالمطعم، ومن يعمل فيه، وفي الإسلام نقبل على طعام الآخرين، وخاصة إذا كانوا كرماء، ونستلذ ما يُقدّم إلينا لحبنا لمَن قدّمه .
وتقول إحدى نظريات علم النفس: أن العزلة قد تصل بالإنسان إلى العديد من الأمراض النفسية كالاكتئاب، والكبت، والحيل الدفاعية كالنكوص، والتبرير، والإسقاط، وأحلام اليقظة ، ولو تأملنا الشرائع الإسلامية فسنجد أن الإسلام حث على التعاون والترابط، والاختلاط مع الآخرين في أفراحهم، وأتراحهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” المؤمن إلفٌ مألوف، ولا خيرَ فيمن لا يألف ولا يُؤلف”.
ويقول علماء النفس: أن النفس النقية المطمئنة تكون أقلَّ عرضة للأمراض الحسية كالضغط، والسكر ، والذبحات الصدرية، والسكتات القلبية، والدماغية، وهذا من صميم الشريعة الإسلامية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من بات ٱمنا في سربه، معافى في بدنه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها“، وقال تعالى في الحديث القدسي :”يا ابن ٱدم إن رضيتَ بما قسمته لك فقد أرحت نفسك“، فلا شك أن الأمراض النفسية تودي بصاحبها إلى الأمراض الحسية التي لا يُحمد عقباها .
ومن الأدلة الجليّة على ما نقول، أنك إذا استمعت لكبار علماء ذلك العصر، كالدكتور العظيم الراحل دكتور مصطفى الفقي دكتور التنمية البشرية، وإلى الدكتور العبقري الراحل دكتور مصطفى محمود، والعالم الفذ الدكتور زغلول النجار، فسنجدهم جميعا يربطون ما توصلوا إليه من علوم بالشريعة الإسلامية العصماء .
خلاصة القول أن الراحة النفسية، والصحة العقلية، والبدنية التي يبحث عنها كل العلماء، سواء علماء النفس السيكولوجي، أو البيولوجي، أو حتى علماء الطب تكمن في طاعة الإنسان لربه، ورضاه بما قسمه له، وأن التعب النفسي والبدني يكمن في سخط الإنسان على حاله، وتطلعه لما في يد غيره.
وفي الختام نسأل الله تعالى الرضا، والعفاف، والستر في الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى