سميرة الزغدودي تعارض ابن رشيق القيرواني
قال ابن الرشيق القيرواني
عَيناكَ أَمكَنَتِ الشَيطانَ مِن خَلَدِي |
إِنَّ العُيونَ لَأَعوانُ الشَياطِينِ |
كَم لَيلَةٍ بِتُّ مَطويّاً عَلى حَرَقٍ |
أَشكُو إِلى النجمِ حَتّى كادَ يَشكُوني |
ياما أُمَيِلحَهُ ظَبياً فُتِنَتُ بِهِ |
وَأَيُّ خَلقٍ بِظَبيٍ غَيرُ مَفتُون |
يَجلُو نَباتَ أَقاحٍ مِن بَناتِ فَمٍ |
يُسقى بِمِثلِ بُنَيّاتِ الزَراجِينِ |
فقلت:
بالعشق أحيا حياة كالسلاطينِ |
و أستلذُ بِخلّي حين يغريني |
و أنتهيني وجوداً كنتُ أجهلهُ |
يداعب الروح في نبضٍ لمفتونِ |
زار الشّغاف و غنّى في ملامحه |
و للعيونِ لغاتٌ في دواويني |
أراق في القلب من أقداح خمرته |
أحلامَ عشقٍ و دفئا في الشرايين |
يزهو هوانا كروضٍ لا نظير له |
و يستقي العطرَ من أزهار نسرينِ |
ما لي سواه و كم يجتاحني ولهٌ |
من ناظريه و حلو الشهد يسقيني |
يزور روضي يغنّي للزّهور بها |
يهزّ أجنحة بالشّدو يحييني |
يصادق الزّهر و الأطيار أجمعها |
يجتازني همسه باللّحن يشجيني |
البدر يبسم في ليلِ الهوى طرباً |
فِيهِ الخليلُ من الحرمان يشفيني |