حِصار ( قصة قصيرة )

محمد أبوزيد | مصر

 

حاصرني بسؤاله بغته

قال: ألا تريد مَسح حِذائك

قلتُ في عَجب من أمره:

أي حذاء يمسحه، ولا أرى في حوزته صندوقه ولايبدو عليه آثار ثوب الشهرة المعروف به من يمتهنون بهذه المهنة، بل ملبسه نظيف ومهندم، ممسك بأوراقه، ربما فقط منهمك ممّا خلَّفه الطريق من أثر العرق والمواصلات!

” مازال واقفا وأعاد السؤال ..

هذه المرة أجـبّـتَه: أين صندوقك ؟

– لا عليك، عليك فقط اعَقد النّية، وأتولى أنا الباقي من الأمر ..

أردت اختباره ولكن أين أخلعه، لايوجد مَسنَّد! على كل حال تفضّل؛ ولكن ما أسمُك؟

– شاهين ..

فرَدَ ملف أوراقه لأضع عليه قدمي حتى ينتهي من عمله، وأخرجَّ من جَيـبه عُلبة ” الورنيش” والجَـيب الآخر خِرقة بآليِة من الصُوف، اندهشتُ، ولكن الذي أضرَم فيِّ نيران الحُزن، عندما قرأتُ العبارة المكتوبة بملف أوراقه:

اسم المريض: شاهين ..

وبالأسفل مُعنوَنّ “مركز تحاليل سرطان الدم”

نظر لي..

– مش أحسن ما أشّحَتّ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى