ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والعباهرة (53)

محمد زحايكة | القدس – فلسطين

القاضي حسين عبيدات أبو فراس

مثال القاضي الحق والعدل، والإنسانية بأسمي معانيها


من أجمل وأجل الشخصيات التي عرفها الصاحب المحامي والقاضي حسين عبيدات أبو فراس.. هذا الإنسان الطيب لطيف المعشر حسن الهندام وسيم المحيا، الذي تلقاه مبتسما باناقة ووداعة، يفتر ثغره دائما عن ابتسامة حانية تثير الأحاسيس والمشاعر الجميلة.
وكانت معرفة الصاحب لهذا الإنسان الخلوق الطيب المحب للجميع الذي يبادر للقيام بواجباته الاجتماعية بكل محبة ودون تكلف أو تحميل جميلة.

فهو رجل واجب يحترم الجميع وينسج أجمل العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل بعيدا عن أي نوع من المصالح؛ فحتى لو قصرت بحقه، فإنه لا يتردد في التعامل معك بأحسن تعامل ولا يشعرك أبدا أنك لم تقم بأي واجب نحوه؛ فهو إنسان راق يتعالى على الصغائر ويقدر ظروف الناس ويلتمس لهم دائما الأعذار بسبب طيبة قلبه ورحابه صدره وجميل أخلاقه.
وعندما كان الصاحب يلتقيه سواء في بعض المناسبات الاجتماعية أو العامة أو من خلال علاقة الصداقة التي كانت تربطه ببعض أبناء عمومة الصاحب، كان الصاحب يجد إنسانا غاية في التهذيب يتحدث بصوت منخفض وهادئ ولا ينظر للخلف معاتبا أو غاضبا من أي تقصير وإنما يبادلك الحديث ويستفسر عن حالك وأحوالك بكل لطف وألمعية ومحبة مع تمنياته لك بكل خير وفلاح ونجاح، وإن كان يداعب الصاحب أحيانا قائلا: أين الدعم يا أبا الدعم الذي لا يصل أبدا؟
حسين عبيدات أبو فراس رغم قناعاته والتزامه الوطني وتأييده للتيار اليساري الشعبي الديمقراطي حافظ على مسافة واحدة من جميع التنظيمات الوطنية ونسج علاقات راقية وقوية مع مختلف رموز ومشارب الحركة والفصائل الوطنية وكان يعبر عن مواقفه السياسية وانحيازه إلى تيار معين بكل هدوء وتفهم دون تعصب أو شطط وإنما بطريقة حضارية راقية تحترم وجهات النظر الأخرى .
وحدث أن صادف الصاحب مرات عدة أبو فراس في صيدلية الساهرة لصاحبها الصديق إسماعيل الطربز أبو محمد في شارع صلاح الدين واستمع إلى نقاش بينهما فيه نقد لاذع لبعض الشخوص الرسمية الفلسطينية، ولكنه كان نقدا بناء يركز على انتقاد النهج والإطار العام وليس تجريح الشخوص كما يحلو لبعض الغوغاء والدهماء في قاع المدينة.
وكثيرا ما صادف الصاحب أبو فراس يمارس رياضة المشي السريع على هضاب ومنحدرات منتزه المكبر، فيتبادلان التحيات الطيبات.
القاضي حسين عبيدات أبو فراس شخصية دمثة وطيبة وانيقة بأسلوب حياتها الراقي وتعاطيها بإيجابية مع الجميع والتزامها بطريق الحق والعدل ما وسعها ذلك. ووقوفها بحزم بجانب الضعفاء ضد المتغطرسين والمتعجرفين الذين يحاولون الاستقواء على الناس.
أبو فراس مثال حقيقي لرجل القضاء العفيف النزيه الذي لا تغريه أموال قارون أو أموال الدنيا أمام اتخاذ موقف حق وعدل بما يرضي ضميره الحي.
نحن بحاجة إلى أمثال هؤلاء الرجال الأفذاذ العنيدين في الدفاع عن الحق حتى النفس الأخير..
التحيات الطيبات لأبي فراس على مواقفه الوطنية والإنسانية المشرفة، وبارك الله فيه وحفظه من كل سوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى