شاهد واسمع رثاء عبد الرزاق الربيعي لزوجته : عزة الحارثي – أداء: نعمة الكندي

عبد الرزاق الربيعي | شاعر ومسرحي وكاتب صحفي | مسقط

خُذي رئتي

وطوفي  بين أوردتي

ونامي في ثنايا الروحِ

واسترخي على شفتي

خُذي ضوئي

وما أبقت لي الأيامُ

من نزفٍ بمحبرتي

***

 

خُذي رئتي

خُذي بدئي وآخرتي

وسيري

أينما شئتِ

بروحي

طوّفيها الكونَ 

من جهةٍ إلى جهتي

*

خذي لحني وقافيتي

ونامي فوق راحِ النور

دون شعور

حين تغضّ

عن لَممي ملائكتي

  ***

 

خُذي رئتي

وغيبي بي

كما كنتِ

فقد تعبت سفائنُ رحلتي

ولقيتُ

من سَفَر الهوى نصبا

فكان هواكِ لي مأوى

أزال الهمَّ والتعبا

وكانَ…وكاَن

حتى زُلزلت بدمي

فعدتُ مشرّدا

في غيهبِ العدمِ

وتاهت

في بحارِ الوجدِ بوصلتي

***

خُذي رئتي

خُذي صمتي وثرثرتي

وضمّيني

إليك

ضمّيك

إليّ

ضمّي

ما تبقّى

من بقايا جنّةٍ

كانت ..

وكنّا في مرابعِها

كعصفورينِ

محفوفينِ

بالضحكاتٍ والدعةِ

ولما أُخرجا منها

تداعى الوقتُ

وانطفأتْ

شموسُ البدء

وابتدأتْ

حرائقُ ليلِ آخرتي

***

 

خُذي رئتي

خُذي ما فاضَ من عُمري

وماخطّتْ يدُ القدرِ

مشيناها …

ومَنْ كُتبتْ عليهِ….

مشى

من دونما عنتِ

خطى مجروحة لا ليلَ

في أفقي

وجفّ الضوءُ

 تاه بعتمةِ النفقِ

مشيناها…

ولكنّا….

سنكملُها

إذا شاءَ لنا الحبُّ

وإن شئتِ…

***

* عزّة الحارثي..في الذكرى الخامسة لرحيلك لا أجد على طاولتي غير الكلمات، وقليلا من كثيرك، وذكريات لا حصر لها، والفراغ الكبير الذي تركتِه في البيت المملوء بروحك المكتظّة بالحبّ، والطيبة، والجمال أهديك نصّا كتبته لك أيّام مرضك، عندما نصحني الطبيب برفع رئتك اليمنى، وهو أحد نصوص ” قليلا من كثير عزّة” تغمّدك الله بواسع رحمته

النص: من أداء نعمة الكندي .. رثاء عبد الرزاق الربيعي لزوجته عزة الحارثي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى