يا وطني

سناء شجاع  | لبنان

وطني ..

أرملًا تشوَه برمال

أصخرًا شابه زبد أوحال

وطني..

أينَك …؟

بتّ أراك فسحة من خيال

هناك تربض ..

في أفق الضباب

هناك تربض

حيث تتجهم السحاب

من أبكاكَ يا وطني ؟

من قصَ الجذور من التراب؟

من شذَب الجذوع فيك

وما استأذن خضرة الأوراق؟

أنا شاعرة يا وطني ..

أنا شاعرة ..

إن جفت محبرة الحرف

أستغيث بشتاك

إن خفض نبض الضلع

أهفو لغيث ثراك .

أنا شاعرة يا وطني

أذني فقط يطربها

خرير نقي

أذني فقط يطربها

زغردة جناح لحياة .

فلماذا الليل يا وطني؟

لماذا ذاك الصقيع الأسود

المماثل لغراب؟

أما تعبت من ترحاب

لغرباء؟

أما زلت تصدق أن ابتساماتهم

تلك ربيع .. وهي صفراء؟

يقايضونك يا وطني

يقايضونك ..

قسمًا بكل الحب الملقى

على أسطر الفجر والمساء

قسمًا بنبض قلب

تكهّل انتماءً لوفاء

قسمًا بكل العمر

الذي تأرجح بين ذهاب وإياب

قايضوك يا وطني

رموا في أرضك أعمدة الخبث

غرسوا في تربتك أعناق العهر

بحرك الأزرق ذاك ..

ما عادت مراسيه موطئًا لصفاء

تلوّثت فيه المراكب

تلوّثت فيه المراكب

بنعيق وزعيق وهدير

ما اعتاده العباب .

أحبك أنا يا وطني ..

لذا أكتبك سحرًا

أكتبك ظلمة

حيث السكينة لنداء .

فلا تسل أنصرانية أنتِ

أم وجه اكتسى بحجاب؟

لست أنتَ يا وطني

لست أنت من يسأل

عن هوية الأجزاء .

أما أخبروك؟

أما اخبروك أن قبح خناجرهم

أحالت صخرًا إلى فتات؟

أشتاق إليكَ يا وطني

كشاعرة تستعطف شمسًا

لحرية تعادل الضياء

كشاعرة تستعطف قمرًا

أن يكونها بدرًا في ليلة ظلماء.

كم أهواكَ يا وطني

وأنت المنشغل عني

باستقبال ووداع

وانت المنشغل عن تصبّب جبين

ما تجافى لجفاء.

آقصيدة رددتها

زهوًا ..لا لِوا إلّا لِواك

آ لونًا رفرف خفقًا

أحمر وأبيض وأخضر

في سماك…

أشتاق وطني.. في وطني

فأي ريح تصارعنا

وأي هبوب يصرعنا

ليحيل الأب عن ابنه

والبحر عن رمله

والجذع عن غصنه

في شتات؟

أهواك إني يا وطني

لفقدك …بت حائرة

أأوضبّ الحقيبة

واسلّم قدري لاغتراب

أأقول إني غجرية

غُيّبت عن مسكن

فباتت تبحث عن جلباب؟

قايضوك يا وطني

باعوا ملحك الأبيض

أحكموا القيد على حبرك الأصدق

أخافوا فيك الشراع

فما عاد للحرف ..للأرجوان

المركب .

كم أبكيك يا وطني

لا تصدق ..

بل إياك أن تصدق ..

إن تجملت افتنانا

ان أغنيت شفتي بلون مُصنّع

إن نثرت على عنق عطرّا ..أطلسيّ الحِلف

إن ظننتني وردة، وأنا شوك يدمع.

قد قايضوك يا وطني

وأنت تقدم الياسمين

حسن ود لذئاب الجشع

لأكفّ المكر

لجباه الظلّ ..

إن فطنت على أمر ..

سبيلها الخداع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى