في صحة الله

فوزي البكري |القدس –  فلسطين

 

تعطيني حلمك

اسمعني

يا ابن الملعونة

اخرس

الآن أقول بغير رجاء..

صلَّينا، صمنا، نمنا في حضن السور،

قصاراً وطوالاً

فسَّرنا، ذبنا في الطبريِّ،

وسخسخنا في عبد الباسط،

وحفظنا نصف أحاديث محمد،

والأقوال المأثورة للخلفاء،

استوعبنا الفتنة،

عثمان “تولَّى”

وعليُّ “تولَّى”

ومعاوية ُ، يزيدُ، حمارُ الأمويين ” تولَّى”،

وأبو ذرٍّ ينعم بالوحدة،

لم تقتله شمس الصحراء!!؟

 

لستُ أطيل

حفظنا السيرة، تاريخَ الإسلام،

فتوحات المخزومي، وصقر قريش المحتل

وأمجاد السفاحين بسيف الإسلام

حفظنا ذلك من ظل الألف إلى الياء

وفتحنا في الأقصى بنكاً للدعوات

وحررنا لله، لأمر الله

المتآمر، بالصمت القاهر،

حررنا شيكاً

مليون دعاء ودعاء

أصبح – يا ابن المسحوقة

ربك مليونيراً

والشعب العربي، المتخم بالجوع،

يلحس “وجه” الله، صباحَ مساء،

فبأي الآلاء

يكذب ربك، رب الجوع،

بأي الآلاء..!؟

 

ليت، لعل، أمانيك الموبوءة بالعقم

المغتالة بين متاريس الحرمان

تموت، ولم تمسس نهد الشبع

وتقنعني؟!!

أن الثورة ما زرعت قنبلة في الأحشاء!

إفتح بوابات التاريخ على مصراعيها

وتنسم رائحة والقتلى المصلوبين

على ساحات الحرب الدينية

ثم تفكَّر في خلق الله

وذات الله

فهل كان الدين سوى سُمٍّ

ينهش أجساد الفقراء؟!

هل كان الله كريما؟

سبحان الجوع!!

هل كان الله رحيماً؟

سبحان الحرب!

هل كان الله الأسماء الحسنى؟

سبح تسعاً في تسعين مخيم قهر

تفترش الحزن على كل عراء..

يا قائم ليل

يبهره المحراب وإعجاز القرآن

ولا يبهرك الإعجاز الناخر

في عظم المسحوقين

على بعد رغيف

لا يعجنه المعراج

ولا يخبزه الإسراء

قاطعني الآن

سأشرب كأساً،

الحمد لكل النشوات

لساني يسقط في الصحو

فدعني أسكر

ولعلك تثبت

أن الخمر

كما في الآية

رجس من عمل الشيطان

فأين الشيطان؟

إذا كان الإنسان الكامل

في رأي الأديان هراء؟!

ويجوع المتخم في رمضان

هلالاً لهلال

والمسحوقون يجوعون أثني عشر هلالاً

من طنجة حتى مانيلا

والوجه الآخر للكرة الأرضية

يشبع مليون هلال

وشهاب

يتبرَّزُ في القمر وفي المريخ

فهل تمطر دنياك خراء!!؟

 

يا ابن المسحوقة

إني أسكر

تأخذني النشوة

سقطت كل الكلمات

فلا تنطق حرف هجاء..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى